د.عبدالعزيز العمر
عندما يتضعضع الاقتصاد في أي دولة وتفقد العملة الوطنية في تلك الدولة جزءاً مهماً من قيمتها فإن تلك الدولة تصبح في خطر، وعندما تشح مصادر المياه فإن الأمة تدخل أيضاً دائرة الخطر، وبالمثل عندما تنتشر المخدرات بين الشباب فإن الأمة تصبح في خطر، وعندما تضعف القيم الأخلاقية والمدنية الحضارية بين المواطنين فإن الأمة تصبح في خطر.
الواقع أن كل تلك الأخطار المشار إليها وأمثالها تولد غالباً من رحم التعليم، وبالتالي فإن الأخطار السابقة تتضاءل أمام الخطر الأكبر وهو خطر تراجع وتخلف التعليم.
إن انحدار مستوى التعليم في دول العالم يترتب عليه انحدار وتراجع مخيف في مستويات إنجازات المواطن، وفي هبوط مستوى أدائه، وفي ضعف مهاراته المهنية والتحليلية والنقدية، وفي تدني إسهاماته في تحقيق التنمية الوطنية لبلاده.
عندما يتراجع التعليم فإن المواطن يفشل في التعرف على مؤسسات الحكم في دولته وأدوارها المنوطة بها وعلاقتها ببعض، ويفشل أيضاً في التعرف على النظم الحاكمة لها. ويفشل كذلك في تحقيق التواصل الفعال مع مجتمعه المحلي ومع المجتمع الكوني.
إن قادة النهضة في ماليزيا وفي اليابان والهند وفي سنغافورة وغيرهم يؤكدون دائماً أن التعليم فقط هو مفتاح بل هو سر فهم النهضة التي حققتها بلدانهم.
تعليمنا مؤهل اليوم ليكون في مقدمة نظم التعليم في المنطقة والإقليم، فكل مصادر قوة التعليم متوافرة لدينا، علينا فقط أن نستثمر هذه المصادر ونوظفها من أجل ظهور نظام تعليمي سعودي مميز وقوي.