علي الخزيم
لقد أسرفت طغمة الدوحة بزعامة الحمدين ومن خلفهم طوائف وجماعات فكرية متطرفة، تغذيها أحقاد إقليمية أعنفها نار الهمجية والغوغائية المجوسية تحت غطاء من مفهوم التشيع الذي تتقي به بغاث طهران المستنسرة ومن والاها من حثالات هنا وهناك، أمعنت الآلة الإعلامية القطرية بما حشدته من مرتزقة ومأجورين ومشردين وجدوا فيها بيئة لِبَث عقدهم النفسية وشعورهم بالقصور والدونية وتحميل ذلك على الغير، وخصوا بلادنا الزكية بنصيب وافر من الأراجيف والأكاذيب التي يُنَفّسون بها عن مكنون ذواتهم، وكان من الأولى استثمار طاقاتهم بمسارات منطقية واقعية نزيهة والاجتهاد لكسب الرزق الحلال دون الرشى وإهدار الذمم، ومن توكل على الله سبحانه كفاه، كما كان عليهم الاتعاظ بما ابتلى الله قطر الحبيبة وشعبها الطيب بهؤلاء الحمقى الذين قدر الله أن يمتلكوا زمام السلطة والمال الوفير ببلادهم، فأضاعوا الكل وتركوا الشعب يعيش غربته داخل حدود أرضه مدهوشاً محتاراً لا يجد تفسيراً لما يحدث إلا بمفردات يلمز بها نظامه المسرف بالغي؛ كالطغيان والظلم والقهر والجحود ونحوها، وكلها لا تحل له مشاكله اليومية، وما آلت له حياته البئيسة بهذا الجو المشحون والبلد المختطف من الأغراب أعداء الأمس وكل حين.
تحية إعجاب وتقدير للشباب السعودي الوفي لقيادته ولوطنه ومبادئه بتصدِّيه الحماسي لكل ما تبثه قنوات قطر ومن شايعها وأعانها على البهتان، لقد أغرق الفتيان من الجنسين كل جهود المليارات من الرشى والأعطيات وشراء الذمم المهاجرة النافثة للسموم الحاقدة، وكشفت عن طَوِيَّات وعقد تجاوزت ما يوصف بكيد شرار النساء، أين المروءة يا صور الرجال؟ لم يُعرف عن أوائل العرب وأسلافهم هذا المكر والكيد حتى من لم يدخل الإسلام منهم؛ فشيمهم تأبى الخيانة والطعن بالظهر، فهل يعي حكام قطر مثل هذه القيم الإنسانية الراقية، أم أنهم في غيهم سادرون سامدون؟!
قال زُهير بن أبي سُلمى:
(وما من يدٍ إلا يد الله فوقها
ولا ظالمٌ إلا سيُبلى بأظلَمِ).
ويقول جبران:
(وحاولوا أن يصمّوا فاضلاً
بما أبى الله له والكرم
فسوّدوا أوجه أحكامهم
وأبيضَّ وجه الفاضل المُتّهم).
ومن لطائف المتنبي:
(اليومَ يَرْفَعُ مَلْكُ الرّومِ نَاظرَهُ
لأنّ عَفوَكَ عَنْهُ عندَهُ ظَفَرُ
وَإنْ أجَبْتَ بشَيْءٍ عَنْ رَسائِلِهِ
فَمَا يَزالُ على الأمْلاكِ يَفْتَخِرُ).
ولأحمد محرم:
(عناية الله لا تُبقي على دولٍ
يلقى الخلائق منها الويل والحربا
ترى الشّعوبَ عبيداً لا ذمام لها
وتحسب الحقّ في الدّنيا لمن غلبا).
وعلى مر العصور ابتليت شعوب بمعتوهين أوصلتهم الصدف لسدة الحكم بديارهم، عُرفوا بشهوة التفرد والتسلط وبغرابة أطوارهم وعقدهم النفسية التي تهز المجتمع وتؤذي الشعب، فمثلاً (ايفان الرهيب) أول من لقب نفسه بالقيصر وتسلطت عليه فكرة وجود مؤامرات تحاك ضده ما جعله يدخل بنوبات من الهياج والقتل حتى أنه قتل ابنه ووريثه، وباتستا الكوبي الذي حكم شعبه بالحديد والنار واستعان على ذلك بالأجنبي، ولا يغيب عن البال طغاة الحوثية وأضرابهم.