تعد منطقة عسير أولى المناطق التي اهتمت بها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني منذ إنشائها قبل 17 عاماً، فركزت في البداية على تهيئة المجتمعات المحلية وزيادة الوعي والتثقيف في مجال السياحة والتراث وأهميتهما اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً من خلال عدد من البرامج وورش العمل والدورات التدريبية.
وعملت الهيئة على تطوير وتفعيل المسارات السياحة المترابطة على امتداد خارطة عسير، ودعمت البرامج والأنشطة السياحة ومن بينها مبادرة عسير وجهة سياحة على مدار العام التي أسهمت في إيجاد حراك سياحي على مدار العام، وكذلك مشاريع وفعاليات السياحة على البحر الأحمر، إضافة إلى تأهيل المواقع والقرى التراثية، وإنشاء المتاحف وتحفيز الاستثمار السياحي والفندقي، وتطوير وتنويع المنتجات السياحية، وغير ذلك الكثير من عناصر الدعم والتحفيز والتمكين المهمة.
وسعت الهيئة انطلاقاً من مبدأ الشراكة على تأسيس مجلس التنمية السياحية برئاسة سمو رئيس المنطقة الذي مثل المظلة المشرفة على مشاريع وبرامج وفعاليات السياحة في المنطقة.
واهتمت الهيئة بتطوير تطور قطاع الإيواء في المنطقة من خلال إعادة التصنيف وجهود الرقابة والتفتيش وتحفير الاستثمار والتمويل، حيث ارتفع عدد المنشآت المرخصة من قبل الهيئة بالمنطقة إلى 489 منشأة تشمل الفنادق، والفلل الفندقية، والأجنحة الفندقية، والمنتجعات والنزل السياحية، والفنادق التراثية، كما أعدت الهيئة حقائب استثمارية جاهزة، لعدد من المواقع مثل الممشى المعلق، ومركز السياحة الاستشفائية والمخيم الصيفي، وسوق ذو طراز تراثي، ومركز الرياضات المائية، ومنتجع شاطئي على البحر الأحمر، إضافة إلى أن هنالك نماذج من تصاميم أنجزت مثل تحسين وسط سبت العلايا، وتطوير سوق الثلاثاء، وتطوير شلال الدهناء، وتطوير سوق الفاكهة بمدينة أبها، إضافة إلى مشروع مركز الأمير سلطان الحضاري.
وأطلقت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير بالتعاون مع بنك التنمية الاجتماعية عددًا من المبادرات لتمويل رواد الأعمال للاستثمار في المجال السياحي.
أما المنتجات السياحية فتشمل مجالات عدة من أبرزها مهرجانات البر والعنب والصفري، وفن القط العسيري، ومنتج الزي التراثي، ورياضة المغامرات كالطيران الشراعي والهايكنج والرالي.
وفي إطار مبادرة عسير وجهة سياحية طوال العام نفذت الهيئة خطة لاستضافة العديد من المؤتمرات السياحية، والمخيمات، ومعسكرات العمل الشبابية، والندوات العلمية، وسياحة المجموعات عمومًا، إلى جانب استضافة العديد من المعارض المحلية والدولية، حيث أقيمت تلك المعارض على مساحة واسعة بجوار مطار أبها الإقليمي، من خلال الساحات المفتوحة والصالات الخاصة لإقامة المعارض خلال الموسم السياحي، وسط محاولات لجذب المعارض الدولية التي تجذب حضورا جماهيريًا كبيرًا وتغدو فعالية رئيسة ضمن فعاليات الموسم السياحي، وبخاصة إلى العائلات والأسر.
وفي مجال التراث الحضاري، انتهت الهيئة من إنشاء متحف عسير الإقليمي والذي سيبدأ تشغيله العام القادم وسيكون أحد أبرز المعالم الحضارية في المنطقة، كما قامت الهيئة بتسجيل 425 موقعاً أثرياً في السجل الوطني للآثار، وأعمال التنقيب بموقع جرش الأثري لـ10 مواسم والعبلاء لـ4 مواسم، ومسح وتوثيق وتبتير درب الفيل، واكتشاف ما يزيد عن 130 موقعاً أثرياً خلال عام 2018م، مروراًَ بالمتاحف الخاصة التي رخصت فيها لـ45 متحفاً خاصاً تمثل نسبة 26 % من عدد المتاحف الخاصة بالمملكة
وقامت الهيئة بتأهيل وترميم عدد من القرى والمواقع التراثية من أبرزها قرية رجال ألمع بالتعاون مع المجتمع المحلي، وقصر ثربان بالنماص، والعمل على إعادة تأهيل وترميم قصر أبو ملحة التراثي بوسط أبها ليصبح ضمن العرض المتحفي لمتحف عسير الإقليمي، وإنجاز ترميم وتأهيل مسجد العلاية، وقصر مشرفة بالنماص، وقلعة طامي بن شعيب.
أما جهود البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع)، فقد نجح في تسجيل 246 حرفياً وحرفية، اضافة الى دعم خط الإنتاج لحرفيين من خلال توفير المواد الخام والتدريب والتأهيل على الحرفة لتطويرها والتسويق المستمر.
وكانت الهيئة الآن قد بدأت العمل على ملف موقع رجال ألمع بمنطقة عسير في قائمة التراث العالمي، حيث سلمت الملف لمركز التراث العالمي باليونسكو في يناير 2018م.
وستكون قرية رجال ألمع المواقع السادس، بعد نجاح الهيئة وشركائها في تسجيل كل من: مدائن صالح، وحي الطريف بالدرعية التاريخية، ثم مواقع الرسوم الصخرية بمنطقة حائل، وأخيراً واحة الأحساء.
وتعد قرية رجال ألمع التراثية بمنطقة عسير أحد أبرز المواقع التي تعمل الهيئة على تطويرها ضمن مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري التابع للهيئة.
وعملت الهيئة على تنفيذ عدد من المشاريع في القرية التراثية من أبرزها مركز الزوار والمتحف، وترميم القرية، ودعم الفعاليات السياحية فيها، وإدراجها كمسار رئيس ضمن مسارات الرحلات السياحية.