عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة).. بغض النظر عن النتائج النهائية لمنتخبنا في البطولة الدولية الرباعية خلال أيام الفيفا سواء أمام المنتخب البرازيلي أو المنتخب العراقي، لكن الحصيلة النهائية أن المنتخب مع الأسف ما زال يعاني كثيراً في عدة خطوط، فإذا كان الشارع الرياضي والإعلام والنقاد قد ركزوا نقدهم وصبوا جام غضبهم على خط المقدمة وسلبيته، وانتقاد مستوى لاعبيه حتى تم تفريغه تماما من لاعبين يملكون الخبرة والتاريخ كناصر الشمراني ومحمد السهلاوي ولحق بهم مهند عسيري بداعي الإصابة، ليفقد بيتزي أوراقه الهجومية وفقد معها الحلول، حيث لم يزج بأحد الوجوه الجديدة واعتمد على بعض لاعبي الوسط ليقوموا بالمهمة، وبعد هذا كله انفتاح جبهة جديدة وخطيرة تتمثل في خط الدفاع، والذي يجب أن نعترف قبل أن ننتقد والاعتراف يتمثل بالإقرار انه لم يعد لدينا لاعبين في هذا الخط وخاصة قلبي الدفاع، فقد يكون اللاعب أسامة هوساوي آخر المتميزين رغم ما حدث في كأس العالم الأخيرة والخسارة الثقيلة من أمام المنتخب الروسي.
وإذا كان الشارع الرياضي والمسئولون عن المنتخب قد عولوا على لاعبين من نوعية عمر هوساوي وعلي البليهي ومحمد آل فتيل فقل على المنتخب والمنافسات السلام، فهؤلاء اللاعبون قد يكونون مقنعين في أنديتهم والمنافسات الداخلية، أما أن يكونوا في خط دفاع المنتخب وهو يواجه مثل المنتخب الياباني والكوري والصيني والاسترالي فلا اعتقد أنهم سيصمدون أمام مهاجميهم المهرة.
لقد كشف لنا منتخب العراق الشقيق مشكوراً بلاعبيه الشباب مستوى خط دفاع منتخبنا مساء الاثنين الماضي، ولو كان لدى لاعبي المنتخب العراقي الخبرة الكافية أو الحس الكروي الكافي لخرج منتخبنا بخسارة تاريخية قد تفوق نتيجة لقاء البصرة، فما قدمه لاعبو المنتخب أمام العراق فنياً هو بالحقيقة جرس إنذار لمدرب المنتخب واتحاد اللعبة قبل نهائيات كأس آسيا والتي لم يتبق على انطلاقتها سوى 77 يوما، والحصيلة النهائية تؤكد أن المستوى العام متواضع ومعظم الخطوط معطلة وخط الدفاع الأهم ممر سهل وأخطاء بالجملة والفترة المتبقية قصيرة، ولا اعلم إذا كان مدرب المنتخب لديه حلول ويستطيع تدارك الأمر وإيجاد الحلول المناسبة سواء من خلال إعادة التشكيلة وإحضار عناصر أفضل حتى لو من الوجوه الشابة والتي في طريقها للبروز، والاعتماد على شباب يتطلعون إلى إثبات وجودهم ووضع أقدامهم على خريطة الكرة السعودية أفضل وبكثير من لاعبين لديهم تشبع كروي ومالي وينصب تفكيره على عقده الاحترافي من خلال ناديه، أما المنتخب فتحكمه المزاجية للأسف عند البعض وليس الجميع والكرة اليوم في مرمى المدرب بيتزي إذا كان الوقت يسعفه لتدارك الوضع، خاصة أن لدينا دورياً قوياً يتواجد من خلاله بعض اللاعبين المحليين المميزين رغم وجود الكم الهائل من اللاعبين الأجانب، وكل ما يأمله الشارع الرياضي السعودي أن يشاهد منتخباً شرساً قوياً ينافس على كأس القارة ويحققها والعودة إلى ما كان عليه.
نقاط للتأمل
- أعتقد الكثير من الرياضيين أن الحماس الذي ظهر عليه لاعبو المنتخب السعودي في مباراته الأولى أمام منتخب البرازيل والخسارة فقط بهدفين كافية للاطمئنان على المستوى العام للمنتخب، خاصة انه لعب أمام منتخب من أفضل منتخبات العالم ليصدم بعدها مباشرة بالمنتخب ومستواه وأداء لاعبيه أمام منتخب العراق الشقيق والذي كاد أن يسجل نتيجة تاريخية بسبب الأخطاء الفردية لخط الدفاع وغياب المهاجم الصريح الذي يستطيع ترجمة الفرص المواتية.
- على اتحاد كرة القدم الجديد اتخاذ خطوات عاجلة حول وضع المنتخب ولاعبيه والجلوس مع المدرب ومناقشته حول اختياراته، والأهم من ذلك العمل على تجهيز لاعبي الخبرة والإمكانيات الكبيرة أمثال نواف العابد وفهد المولد وناصر الشمراني ومحمد السهلاوي، وكل من يرون فيه أملاً لسد الثغرات والإخفاقات المتكررة وخاصة في خط الدفاع الذي أصبح فاقدا للاعب المميز والقائد المحرك والموجه لأهم خطوط أي فريق.
- عادت يوم أمس منافسات دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين من جديد في جولته السادسة بعد توقف لأيام الفيفا دام ثلاثة عشر يوماً تقريباً، وبعودته تعود الإثارة للملاعب والحضور الجماهيري المميز وسيكون ابرز ما في الجولة لقاءي الشباب والهلال والاتفاق والأهلي واللذين من خلالهما سيتضح مدى إمكانية المنافسة من ناحية القوة والاستمرارية وليس من قرب الترشيح أو التتويج، فلا زال الوقت مبكراً للحكم والدوري ما زال في بدايته القوية والتي ستكون أكثر قوة وإثارة في الجولات المقبلة.
- ما إن انقضت الجولة الخامسة من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين إلا وقد ألغت ثلاثة أندية عقود مدربهم وكان آخرهم مدرب فريق الفيحاء والذي توقعته قبل أن يتخذ القرار وكان قبله قد غادر مدرب فريق الاتحاد ومدرب فريق الفيصلي، واليوم أنتظر أن تلغي إدارة نادي القادسية عقد مدرب فريقها وقد ذكرت ذلك سابقا وتحديدا مع توقع إلغاء عقد مدرب فريق الفيحاء.. والسؤال المطروح دائماً إلى متى والمدرب كبش فداء لإخفاق الفريق حتى ولو كان اللاعبون أو الإدارة هي السبب؟ سؤال يطرح منذ عشرات السنين دون إجابة.
خاتمة:
الأوطان لا تموت من ويلات الحروب ولكنها تموت من خيانة أبنائها، الوطن ليس راتباً ولا وظيفة ولا فندقاً نغادره حين تسوء خدماته، ولا مطعماً نذمه حين لا يروق لنا طعامه، الوطن شرف وعز وانتماء وولاء.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة).. ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.