«الجزيرة» - المحليات:
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أمس الأول، معرض «صدى القوافل.. مراكز حضارية من المملكة العربية السعودية خلال فترة ما قبل الإسلام»، والذي تنظمهالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية في متحف الشارقة للآثار بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وتستمر فعالياته حتى 31 يناير القادم. وتجوّل الشيخ القاسمي والأمير سلطان في المعرض الذي يضم 50 قطعة أثرية مكتشفة في المملكة، تعرض للمرة الأولى أمام الجمهور، وتكشف عن الروابط التاريخية العميقة والتقاليد والعادات المشتركة بين أبناء منطقة الجزيرة العربية، إضافة إلى إبراز الحضارات التي شهدتها أرض المملكة عبر العصور وبعدها التاريخي والحضاري.
وقد أكد حاكم الشارقة على أهمية المعرض، مشيرا إلى أنه يقدم معلومات قيمة وهامة عن حضارات الجزيرة العربية. وقال في تصريح صحفي: «نرحب بسمو الأمير سلطان بن سلمان الذي شرفنا بحضوره وعلمه وبهذا المعرض الذي يضم قطعا قيمة ومهمة، وقد استفدت كثيرا مما حواه من قطع أثرية، خاصة وأنني مهتم بتاريخ الجزيرة العربية وحضاراتها ووجدت ضالتي في هذا المعرض. وأضاف: «هذه المعارض ترتقي بالذوق الإنساني لما تحويه من معلومات عن أسلافنا الذين كانت لهم، ليست فقط تجارة، وإنما اقتناء، والملاحظ هنا في هذه اللغة الموجودة، إنهم لديهم الذائقة الموسيقية، وذائقة اللعب بالدمى، وهذه كانت في الدول المتحضرة، وليست بدائية، فالبدائية لا تعطي شيئاً، ولذلك هذا المعرض، والكنوز التي تخرج الآن من المملكة، إنما تثري الفكر العربي الذي لا يقول أننا أتينا من البداوة، والبداوة ليس لها شيء، هذه الحضارة والبداوة جزء منها، والبداوة ليست عيباً، وإنما البداوة هي القيم الموروثة التي يلتزم بها الإنسان، ولذلك نتمنى إن شاء الله أن تنتهي هذه الاكتشافات إلى مزيد من العلوم».
بدوره أكد الأمير سلطان بن سلمان أن معارض آثار المملكة مسار مهم تركز عليه الهيئة لتعريف العالم بالإرث الحضاري والتاريخي للمملكة، مشيرا إلى أن هذا المعرض يأتي ضمن المعارض المحلية والإقليمية والعالمية التي تقيمها الهيئة لآثار المملكة، وفي مقدمتها معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المتاحف العالمية وسيفتتح الشهر القادم في متحف اللوفر أبوظبي، حيث تشكل هذه المعارض فرصة مهمة وحيوية لاطلاع العالم على حضارات المملكة والجزيرة العربية وما تزخر به من إرث حضاري كبير، ومقومات حضارية وتاريخية ممتدة عبر العصور.
وأوضح سموه أن قطاع الآثار في المملكة حقق إنجازات مهمة، حيث أصبحت المملكة أصبحت من الدول الرائدة عالميا في مجال الكشوفات الأثرية والبحث العلمي والمتاحف، بدعم واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله -وهو المعاصر والقريب من قطاع الآثار في المملكة منذ تأسيسه قبل نحو 50 عاما ومتابع وداعم لأنشطته وإنجازاته.
وقال: «نحن نحظى اليوم بزيارة من شخصية ثقافية عالمية هو الشيخ سلطان رجل الثقافة والمعرفة والعلم ورجل التاريخ، ونحتفي اليوم بأولى محطات هذا المعرض، وسمو الشيخ أكرمنا بزيارة المعرض ووعدنا بزيارة المملكة وزيارة عدد من المواقع الأثرية والتاريخية فيها».
وأعرب سموه عن شكره وتقديره العميق لسمو الشيخ سلطان القاسمي لمنح جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي في دورتها الثانية لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
وأضاف: «كنت قبل يومين بمعية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله وسلمناه هذه الجائزة التي يستحقها مقامه الكريم لدعمه الكبير لهذا البرنامج الرائد والطموح وهو من أكبر البرامج على مستوى العالم ويتضمن عناية شاملة ومفصلة لكل مسارات التراث الحضاري بالمملكة العربية السعودية ومسارات اقتصادية وبرامج توعية واستعادة الآثار، وغيرها».
ولفت إلى أنه من المهم أن ندرك التوافق التداول والتواصل الحضاري بين دول الجزيرة العربية.
وأضاف: «الجزيرة العربية كانت عبر التاريخ السحيق ولازالت الحمدلله إلى اليوم محطة للتقاطعات الاقتصادية والأحداث العالمية، والفرق السعودية من أبناء وبنات المملكة العربية السعودية الذين يعملون في مشاريع التنقيب أعلنوا عن اكتشافات مهمة منها العثور على جزء من أصبع بشري عمره حوالي 85 ألف سنة من منطقة تيماء، وموطئ قدم بشر من نفس الحقبة الزمنية في نفس المنطقة، وآثار هائلة أعلنا عنها قبل عدة أيام، وهذا العام تعمل في أعمال التنقيب الأثري في المملكة 44 بعثة سعودية دولية».