علي الصحن
أنهى المنتخب السعودي مشاركته في البطولة الرباعية الودية «سوبر كلاسيكو» والتي لعب فيها مباراتين مع البرازيل والعراق، والحقيقة أن الأخضر قدم مستويات جيدة في البطولة بغض النظر عن النتائج، وقدم تطمينات مبكرة قبل دخوله بعد أقل من ثلاثة أشهر للسباق الآسيوي الهام والذي يطمح فيه إلى العودة إلى صدارة القارة، وتحقيق اللقب الغائب عن خزائنه منذ 1996م.
المنتخب يلعب مع بيتري كرة قدم حقيقية متوازنة، حدث ذلك في المونديال -بغض النظر عن المباراة الأولى وما حدث فيها- وحدث ذلك في المباريات الودية التي سبقته والأخرى التي لحقته، والجميع متفائلون بمستقبله في الاستحقاقات المقبلة، ولا سيما في ظل الاهتمام الكبير والمتابعة المستمرة من قبل القائمين على الرياضة السعودية.
ثمة مشاكل فنية يعاني منها الأخضر، والمطمئن أن المسؤولين عنه يدركونها جيداً، وفي مقدمتها عدم وجود هداف حقيقي في المنتخب، ومشكلة الهداف مشكلة تعاني منها الرياضة السعودية، في ظل تقدم أبرز هدافيها، وتراجع مستوياتهم، وبصورة جلية أتساءل : متى حقق لاعب سعودي لقب هداف الدوري للمرة الأخيرة ؟.
الأندية لا تلام على بحثها عن الهداف الأجنبي الجاهز، فهي تريد المنافسة، لكن ذلك في النهاية، يجب أن لا يكون على حساب المنتخب الذي يبدأ إعداده وتحضيره وتأسيسه من الأندية.
بحث الأندية عن المنافسة على الألقاب يجب أن يجعلها تتوقف عن القيام بدورها في صناعة المواهب والتخطيط للمستقبل وتقديم لاعبين مميزين في كافة المراكز، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي تجده من الهيئة العامة للرياضة ومن معالي رئيسها الذي عمل على تذليل كافة الصعاب التي تواجه الأندية وتحد من قدرتها على العمل في السابق.
الأندية يجب أن تجد في دورها وتحمل مسؤوليتها في هذا الصدد، صناعة اللاعب تبدأ في النادي، هو المستفيد في البداية، وهو من سيكسب اللاعب ويستفيد منه ويستثمره في المستقبل، وصناعة اللاعب تبدأ من البحث عن المواهب الحقيقية عن طريق كشافين متخصصين، وعن طريق متابعة مباريات الدرجات الأدنى، وعن طريق العمل على تنظيم دورات كروية في ملاعب النادي، وبعد اختيار اللاعب الموهوب وهو العملة الصعبة في ملاعب كرة القدم، يتم تأسيسه وصقل موهبته عن طريق مدربين أكفاء، أو عن طريق معاهد أو أكاديميات تدريب إن في الداخل أو الخارج، ومن ثم منحه الفرصة الكاملة في ناديه... وهو ما كان يحدث في السابق وأسهم في تقديم نجوم حقيقيين وفي جميع المراكز، وليس في رأس الحربة فقط.
إن على الأندية أن تقوم بعملها في هذا الشأن، وأن تكلف متخصصين بذلك من أجل مستقبلها ومستقبل رياضة الوطن، مع الإيمان بأن الهيئة العامة للرياضة لن تغفل هذا الجانب وستوليه ما يستحقه من العناية والاهتمام، ومن المؤكد أن لديها الخطط المناسبة لهذه المشكلة خلال الفترة المقبلة.