فضل بن سعد البوعينين
يؤمن الأمير فيصل بن خالد بن سلطان؛ أمير منطقة الحدود الشمالية؛ بأهمية رؤية المملكة 2030؛ وضرورة تبسيط برامجها وتجسير أهدافها لتتحوّل إلى ثقافة تتشرّبها الإدارات الحكومية ويعمل وفق متطلباتها الجميع دون استثناء. ويشدد؛ في الوقت عينه؛ على أهمية التطوير الإداري؛ وجاهزية القوى البشرية؛ لتنفيذ متطلباتها والالتزام بتفعيل برامجها على أسس من المعرفة، والإخلاص وجدية العمل. رفع فاعلية وكفاءة الإدارات الحكومية، والتنسيق بينها وبين منشآت ومؤسسات القطاعين الخاص وغير الربحي لتحقيق مستهدفات الرؤية من الأهداف التي التزمت بتنفيذها إمارة «الحدود الشمالية»؛ وأطلقت من أجلها مبادرة ملتقى «مسائية الرؤية» بهدف رفع مستوى الوعي بالرؤية وهياكلها وأنظمتها وبرامجها ومبادراتها التنفيذية، وتحفيز الأداء، وتعزيز الشراكة بين إدارات القطاع الحكومي والقطاعين الخاص وغير الربحي، والعمل بروح الفريق الواحد.
منطقة الحدود الشمالية من المناطق الحدودية المهمة؛ وتحتضن أحد أهم المعابر المؤدية للعراق؛ وهو معبر «جديدة عرعر» المتوقع افتتاحه قريباً ليشكِّل نقطة مهمة لتدفق البضائع والمنتجات السعودية للعراق المتعطش لها؛ خاصة مع بدء مشروعات إعادة الإعمار وهي مرحلة تحتاج للكثير من المنتجات المتنوِّعة ما يعني تحول محافظة «عرعر» إلى مركز تجاري ضخم يتولى عملية التصدير إلى الداخل العراقي. الوضع المستقبلي لمنطقة الحدود الشمالية بشكل عام، ومحافظة عرعر بوجه خاص يتطلب الكثير من العمل والمشروعات التنموية الضرورية، ووضع إستراتيجية خاصة لتطويرها تحت مظلة رؤية المملكة 2030 .
ولعلي أركز على أربعة أهداف للرؤية يمكن للمنطقة أن تكون حاضنة لها؛ وهي زيادة حجم الصادرات، وتعزيز المحتوى المحلي، والمناطق الحرة، والخدمات اللوجستية. افتتاح منفذ «جديدة عرعر» سيعزِّز الصادرات السعودية بشكل كبير، مدعوماً بالطلب الحالي والمستقبلي للعراق. يمكن للمملكة أن تكون المصدر الأول للعراق وأن تستفيد بشكل رئيس من عمليات إعادة الإعمار؛ وأن تستثمر الشراكة التجارية في تعزيز الرؤية الأمنية والعلاقات الإستراتيجية. وأن تتحول المنطقة الحدودية إلى مدينة صناعية حديثة لتحفيز التوطين، وتعزيز المحتوى المحلي والاستفادة من المعادن ومخرجات الصناعة الأساسية في المنطقة لخلق قطاع متكامل للصناعات التحويلية. تخلق المناطق الحدودية فرصاً مهمة في تنويع الصناعات خاصة إذا ما ارتبطت بإنشاء المناطق الحرة التي يمكن أن تعزِّز عمليات إعادة التصدير والتصنيع وتدفق الاستثمارات واستقطاب الشركات العالمية. ومن الأهداف الإستراتيجية تحول المملكة إلى مركز متقدم للخدمات اللوجستية؛ وأجزم أن منطقة الحدود الشمالية مهيأة لذلك؛ لاحتضانها مقومات النجاح بدءاً من وجود قطار التعدين الذي يربط المنطقة برأس الخير ومينائها الضخم على الخليج العربي؛ وقرب استكمال قطار الشمال؛ ومرور الطريق الدولي من خلالها؛ وموقعها الإستراتيجي الحاضن لمنفذ «جديدة عرعر»؛ وقرب إنجاز الحوض الجاف الذي سيشكل نقلة تجارية للمنطقة.
مقومات النجاح التي تتميز بها منطقة الحدود الشمالية؛ إضافة إلى قابليتها للتطوير السريع؛ تحتاج إلى رؤية إستراتيجية وبرامج ومشروعات تنموية وميزانيات استثنائية لاستثمارها وتحقيق أهداف الرؤية من خلالها وتعزيز اقتصادها، والاقتصاد الوطني.