سعد الدوسري
بعد أغسطس 1990، خذَلَ السعوديةَ، في موقفها العادل للدفاع عن نفسها من تهديد صدام حسين، مجموعةٌ من الدول العربية والأجنبية. وبعد انتهاء الأزمة، عاد من خذلها لأحضانها، وكأن شيئاً لم يكن. وبعد سبتمبر 2001، انحاز للاتهامات التي وُجهتْ للسعودية، بتفجير مبنى التجارة العالمي، عددٌ آخر من الدول الشقيقة والصديقة، وبعد أن تكشَّفتْ خيوطُ المسرحية، عاد من عاد إلى صفها، وظلَّ الباقون ينتظرون أزمةً جديدة، يحققون فيها أملهم المتجذر، في هز كيانها.
إنَّ التسامح الذي جُبلتْ عليه مواقف المملكة، لا ينطلق من موقف الضعف، بل من منطق الثقة. هكذا كان جيلنا يقرأ التجارب المتلاحقة التي مرّتْ البلاد بها، منذ اجتياح الحرم، في نوفمبر 1979، وحتى اليوم. وإن كان بعضنا، لا يميلُ لتلك الطيبة، بل كان يؤيدُ المعاملةَ بالمثل. ولقد عاش هؤلاء إلى أن رأوا ما كانوا يميلون إليه، في بعض التجارب السياسية الراهنة، وربما سيرونَ أكثر.