فيينا - النمسا:
اختتم وفد أوفيد -صندوق أوبك للتنمية الدولية- برئاسة المدير العام، سليمان جاسر الحربش، مهمة رسمية في جزيرة بالي بجمهورية إندونيسيا، للمشاركة في اجتماعات الخريف السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي عُقدت خلال الفترة من 8 إلى 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وجمعت الآلاف من المشاركين، وعلى رأسهم وزراء المالية والتنمية ومحافظي البنوك المركزية في الدول الأعضاء، ومديرو المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، فضلاً عن ممثلي القطاع الخاص وخبراء الأوساط الأكاديمية من جميع أنحاء العالم.
وقد شارك الحربش في اجتماع وزراء مجموعة الـ24 المعنية بالشؤون النقدية والتنمية الدولية التي تضم عدداً من الدول النامية لضمان تمثيل مصالحها بشكل كاف في المفاوضات، حيث تمت مناقشة القضايا الرئيسة التي تواجه الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، فضلاً عن دور مؤسسات ومصارف التنمية في تقديم المساعدات للبلدان التي تواجه اضطرابات اجتماعية وتسعى إلى التعافي من أزماتها الاقتصادية. ونظراً إلى أن التمويل المخصص لمشروعات البنية التحتية والتنمية لم يصل إلى المستوى المتوقع في «جدول أعمال أديس أبابا» لدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة حتى عام 2030، فقد حثت اللجنة مؤسسات ومصارف التنمية متعددة الأطراف، منفردة أو مجتمعة، على زيادة حجم التمويلات من أجل التنمية من خلال جميع الوسائل الممكنة، وأن تشغل موقعاً يؤهلها للقيام بدور كبير في دعم وإقامة بيئة استثمارية مواتية للتخفيف من مخاطر الاستثمارات في القطاع الخاص، كما دعتها إلى التعجيل بتوسيع نطاق أهدافها التمويلية الطموحة وتعزيز فعاليتها الانمائية لمساندة جميع البلدان المستفيدة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة مع مراعاة أولويات هذه البلدان وأوضاعها المحلية.
ومن جانب آخر شارك الحربش برئاسة الاجتماع المشترك بين مؤسسات التنسيق العربية المكونة من صناديق التنمية العربية والبنك الإسلامي ونائب رئيس البنك لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط فريد بالحاج وأوفيد وشدد الحربش على أهمية أن يتركز الاجتماع القادم على متابعة وتنفيذ مذكرة التفاهم المشترك الموقعة بين هذه المؤسسات والبنك الدولي والمعروفة بالمباحثات المعمقة (deep dive).
وقد شارك المدير العام في سلسلة من الاجتماعات، شملت الاجتماع التاسع والثمانين للجنة التنمية، واجتماع المحافظين العرب مع رئيس مجموعة البنك الدولي، واجتماعات مجموعة البنك الدولي مع ممثلي مجموعة التنسيق العربية حول مبادرة الغوص العميق، فضلاً عن اجتماعات الدائرة المستديرة حول استراتيجية التنمية المتكاملة في سيناء.
وعلى هامش الاجتماعات، التقى المدير العام بمفوض الاتحاد الأوروبي، يوهانس هان وجرى التباحث حول الحوار والتعاون القائم بين الاتحاد الأوروبي ومؤسسات مجموعة التنسيق في دعم الدول العربية كما تطرق للوضع المالي الصعب لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA)، وأشار المدير العام أنه يبذل كل جهوده لإقناع الجهات المعنية بزيادة دعمهم للوكالة كما تطرق إلى دعم أوفيد للمؤسسات الفلسطينية الصغيرة والمتوسطة من خلال برنامج تديره الأونروا. كما التقى عدداً من ممثلي الدول الأعضاء والشريكة، ومن بينهم وزراء مالية كل من الصين وبنين والنيجر، حيث استعرض مختلف أنشطة وبرامج أوفيد الانمائية، وتطرق إلى مبادرة أوفيد الرائدة «الطاقة من أجل الفقراء» والدور الذي اضطلع به أوفيد للفت الانتباه إلى أهمية الوصول إلى الطاقة، مما ساعد على تأمين هدف مستقل للتنمية المستدامة يتعلق بضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة في جدول أعمال التنمية العالمي لعام 2030.