د.عبدالعزيز الجار الله
نشعر بكل التأكيد أنه في كل يوم يمر على أزمة جمال خاشقجي يتعلم الإعلام العربي إضافات جديدة في الشأن الإعلامي ومهما تكن النتائج التي سيتوصل إليها جميع المحققين من السعوديين والأتراك والأمريكان، فإن حقائق الإعلام على الأرض ستبقى شواهد دامغة ضد الإعلام القطري وقناة الجزيرة التي فتحت برامجها: للردح والكذب والتلفيق، ونصبت نفسها المحامي عن خاشقجي المواطن السعودي، وعن العدالة الدولية وحقوق الإنسان، وتحت غطاء حشد الموقف، فقد تلقينا نحن الشعب والأرض والنَّاس في السعودية سيل من الشتائم والتقريع والقذى والاستهانة بمواقفنا السياسية والوطنية، وكأنها ردود معدة ومبيتة لأي موقف لشن الهجوم ورميها بسلة مملؤة بنفايات كلام عرب الشمال وزبد مياه الخليج، ومن يبحثون عن أوطانهم التي فقدوها ومازال البحث يطول.
التقى أكثر من إعلام، الإعلام القطري الذي مازال يحلم في تقسيم الوطن العربي، وإعلام المنظمات الأرهابية القاعدة الحليف القطري، وإعلام التواصل الاجتماعي للمهجرين في الغرب ممن فقدوا أوطانهم في ردهات وفواصل الربيع العربي، هذا الإعلام الذي تعبر به قطر تلفزيونيا وتعتقد أنها تجيش العالم على بلاد السعودية وتدفع باتجاه العسكرة، إنه إعلام مطواع بيدها تبتز به الحكومات والشعوب.
هذا الإعلام الخاشم الذي ينشر سمومه بكل هوادة ضد الساسة والأرض والشعب السعودي يعنّف بحقد وبلغة إذا خاصم فجر، يقلب الحق بالباطل والتمادي بالكذب، هي أوراق قد تجد لها سبيلا في حشد الموقف ضد السعودية لكنها ستبقى شاخصة في ذاكرة الإنسان السعودي، وفِي أرشفت التلفزيونات السعودية، ومؤسسات الرصد شبه الحكومية وقطاع المعلومات والأرشفة، ستبقى في أجندت وذاكرة الساسة والعمل السياسي السعودي، ستبقى أوراق على طاولة الجهات القانونية السعودية للدفع بها في المحاكم العالمية والجهات القانونية والحقوقية حول العالم، وبخاصة جميع الإدعاءات التي نشرت وقيلت قبل أن تعلن نتائج التحقيقات المشتركة.
الشعب السعودي لن يسامح الإعلام والحكومة القطرية التي تعرضت لبلاده وقيادته وشعبه وهي ليست طرفاً في قضية خاشقجي، إنما زجت بنفسها واعتبرتها قضيتها مما رسخ وأكد أن قطر وراء كل جرائم الوطن العربي السياسية، وأنها هي من يزرع الفتن ويغذيها بالمال والإعلام من بداية الربيع العربي.