سمر المقرن
دائماً، في كل الأحداث السلبية، أنظر للوجه الإيجابي منها، وأحب التركيز على الإيجابيات لأنها مُحصلة الخروج من أي قضية أو مشكلة. فردود الأفعال الشعبية السعودية والخليجية والعربية تثلج الصدر حيال هذه الهجمة الشرسة على المملكة الممهورة منهم بالكذب والتزوير وليّ أعناق الحقائق، هذه المسؤولية التي يشعر بها كل مواطن سعودي تجاه وطنه، واستشعاره لدوره الكامل في الذود عنه بما لديه من إمكانيات، في تويتر مثلاً وهو أحد أهم ساحات الحرب ضد المملكة تابعت كثير من الحسابات، ليس بالضرورة أنها من حسابات مشاهير أو ذوي الأعداد الكبيرة، إنما حتى الحسابات الصغيرة وذوي المتابعين المحدودين شعروا بدورهم الهام في الوقوف إلى جانب وطنهم، ومن هنا أتمنى من كل أصحاب الحسابات الكبيرة دعم هؤلاء المواطنين الشرفاء بإعادة التغريد لهم والإشارة لحساباتهم وهذا أقل ما يُمكن فعله كأحد وسائل التعاضد والتكاتف فيما بيننا.
الصورة المشرقة إزاء هذه الهجمة الإعلامية غير الأخلاقية، أن السعوديين بكل اختلافاتهم ومذاهبهم رفعوا راية الوطن أولاً لأنه هو قمة أولوياتهم، وأن كل المواضيع الجدلية تلاشت في اتحاد صف واضح ضد هذه الهجمة الممنهجة، وصار الناس كلهم رجال أمن وجيوش تقف صداً منيعاً في وجه الأعداء حرصاً وخوفاً على أمن هذا الوطن. ونحن نعيش في عاصفة هذه الهجمة نرى الشعب السعودي يزداد حباً لقيادته ووطنه، وأقولها بصدق أن مثل هذا الموقف يندر رؤيته في العالم العربي الذي نرى فيه التناحر والتباغض بين أبناء الشعب الواحد يظهر ويزداد في أوقات الشدائد والمحن، هذه العثرات العربية أثبتت أن السعوديين أكبر منها وأن الوعي والإحساس بالمسؤولية في أوج ارتفاعه، وها هي الشدائد تؤكد أننا صفاً واحداً بعيداً عن أي خلافات أو اختلافات طالما القضية تمس وطننا الغالي.
الحس الوطني العالي الذي يتمتع به المواطن السعودي، هو ما جعل بلادنا عصيّة على أن تقع في كل الحفر والخنادق التي وضعها الكارهون لنا بهدف تفتيت لحمتنا الوطنية وحتى يتمكنوا من التسلل إلى حيث الفتنة ونيرانها في هذا الوطن الكبير، المواطن السعودي هو حاجز الصد الأول الذي وقف وما زال واقفاً مع وطنه وقيادته في وجه من يوجعهم نجاحنا وتقدمنا، وتؤلمهم قوتنا!
لا أذيع سراً إن قلت بأن مملكتنا تواجه منذ تأسيسها كثيراً من الهجمات والعواصف التي كانت لا تؤثر في تلاحم السعوديين، لكنها اليوم تواجه أنواعاً وطرقاً كثيرة في الهجوم المضاعف عليها، لأن القيادة السعودية بمنهجها الجديد وتقديمها للسعودية الجديدة إلى العالم بات ذلك يقلقهم أكثر من أي وقت مضى!