د. محمد بن صالح الظاهري
إن المتأمل للأحداث الماضية وبما لا يدع مجالاً للشك يرى أن المملكة العربية السعودية تتعرض لحملات إعلامية شرسة، مأجورة، مغرضة، وقذرة، وذلك لإلحاق الضرر بها بأية وسيلة إلى جانب زعزعة موقعها الإسلامي والعروبي والدولي دون صدقية وضمير. وأحياناً عن طريق بعض أبنائها المغرر بهم والذين سيعودون يوماً إلى جادة الصواب كما فعل آخرون ممن أدركوا أن هناك مؤامرات تحاك ضد وطنهم.
إلا أن «السعودية» دولة عصية على مثل هذه الأحداث التي لم تنقطع يوماً ويعمل عليها من امتلأت قلوبهم حقداً وضغينة، فقد سعوا بشتى السبل لتشويه سمعة المملكة والتدخل في شؤونها وبين أبنائها والتحريض عليها في المنظمات الدولية وعند كل مناسبة في وقت كنا نظن أنهم معنا ويناصرون قضايانا ويشتركون معنا في كل شيء، فيما هم كانوا يعملون من خلف الكواليس ويبذلون كل الجهود للإساءة لبلدنا وفشلوا، الأمر الذي أجبرهم للعمل في العلن على أثر الإحباط الذي لازمهم طيلة مسيرتهم البغيظة. وأنا هنا أعني «قطر الحمدين» وأعوانها وأدواتها التي تتماهى في أسلوبها وأفعالها مع نظام الولي الفقيه العدو الأول للخليج العربي بل وباتت تتعاون وبامتياز مع نظام الشر في إيران لإيذاء أوطاننا الغالية عبر أدوات قذرة كالإخوان المسلمين والحوثيين وحزب الله وغيرهم ممن لا عمل لهم ولا شيء يشغلهم إلا كيف لنا الإضرار بالسعودية؟ هذا البلد المستقر الآمن المتفوق في العلاقة الراسخة والقوية بين قيادته الحكيمة وشعبه النبيل الكريم، في حين هم مكنوا جيوش الدول الأخرى من احتلال بلدانهم وثرواتهم، واهتموا بمصالح تلك الدول على مصالح شعوبهم، والكل يشاهد الآن ما يحدث في «الجارة الصغيرة» فبعد أن مكنت من هم ليسوا قطريين باحتلال المواقع الحساسة في دوائر الاستخبارات وغيرها، أحضرت العسكر الأتراك والإيرانيين لقمع المواطن القطري وإذلاله والاستقواء بالمحتلين ضد أبناء الخليج، وهو ما ستفشل فيه قطر، كما فشلت قبل ذلك في تحالفها مع القذافي ضد المملكة الذي عادت لتقتله وتدفنه مع ما يعرف عنها وتخشى قوله خصوصاً حين تسربت التسجيلات الشهيرة وما تضمنته من مؤامرات ضد بلاد الحرمين في أسلوب رخيص عرف عن هذه الدولة الصغيرة.
وكما فشلت أيضاً في التحريض على المملكة بعد أحداث 11 سبتمبر، إلى جانب فشلها في أحداث البحرين التي مولتها وعملت عليها وراقبت كل صغيرة وكبيرة فيها أملاً بنجاح مخططها ولكن المملكة العربية السعودية وإخوانها في الخليج تصدوا لها ومن خلفها إيران وفشل تدبيرهم «بحرين السلام».
وها هي الآن تبذل كل جهدها عبر الجهات الإعلامية التابعة والمتحالفة معها وتختلق القصص والروايات في قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي وتنشر معلومات متضاربة دون مصدر واضح وصريح، في مسعى منها لتأليب الرأي العام العالمي على السعودية وهو ما فشلت فيه قبل بدايته لأن ما تعمل عليه مردود عليها، فقد أعلنت مقتله ورسمت أكثر من سيناريو للحدث قبل أن تعلن الأجهزة الأمنية في تركيا أية نتائج.
هنا أعود لما قلت سابقاً، وأؤكد لا يغرنكم ما يقولون، وتجاهلوا كل ما يرسمونه من روايات واتهامات ركيكة لا معنى لها سوى أنها مؤشر لمدى تقزم أعداء المملكة أمام كل خطوة ريادية لها.
فالسعودية ستبقى راسية كما الجبال، ساعية للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة والقوية، مهتمة بالتنمية والتطوير والإصلاح، غير آبهة بما تقوله وتردده «الصغيرة» فقيرة الأخلاق والمروءة.
حفظ الله وطننا وملكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده فخرنا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.