عبدالله العمري
يحسب لمعالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم نجاحه في إعادة توهج البطولات العربية للأندية من جديد بعد غياب لسنوات طويلة عن المشهد الكروي لأسباب عديدة لعل من أبرزها عدم وجود رعاة وداعمين للبطولات العربية، وبالتالي ضعف الحوافز المادية المقدمة في البطولة، علاوة إلى ازدحام أجندة الأندية العربية بالعديد من المنافسات المحلية والقارية، ورفضهم المشاركة بالبطولات العربية بسبب غياب الحافز المادي الكبير والمغري على المشاركة، وكذلك تركيزهم على المشاركة في دوري أبطال آسيا وإفريقيا للأندية الأبطال.
لعل الحكم على نجاح كأس زايد للأندية الأبطال بنظامها الحالي هو سابق لأوانه، لكن بوادر النجاح بدأت تظهر للجميع، ويكفي مشاركة جميع الأندية العربية العريقة والجماهيرية في هذه البطولة، مما انعكس على المستوى الفني للبطولة، إذ شاهدنا في دور الـ32 من البطولة مباريات ومواجهات ثقيلة فنياً، كما أن هذا الدور من البطولة حظي بمتابعة إعلامية وجماهيرية كبيرة جداً يؤكد أن البطولة حققت الكثير من أهدافها، وسنكون موعودين في الأدوار المقبلة من البطولة بمواجهات كروية منتظرة كبيرة وقوية، وهي مواجهات ستسلط الأضواء الإعلامية والجماهيرية عليها.
هذا النجاح بلا شك يسجّل للاتحاد العربي بقيادة معالي المستشار من خلال اختيار التوقيت المناسب لإقامة البطولة بعيداً عن الأجندة الدولية المزدحمة بالبطولات، فتوقيت البطولة جاء مناسب لجميع الأندية العربية المشاركة في البطولة، كما أن هذه النسخة تميّزت بوجود لوائح وأنظمة صارمة على جميع الأندية وتطبّق على الكل ولا يوجد فيها أي استنثاءات وهذا أحد أسرار نجاح الدور الأول من البطولة.
ومتى ما أراد الاتحاد العربي نجاح واستمرار هذه البطولة عليه أن يسعى بكل قوه لتمكين صاحب اللقب من المشاركة في بطولة العالم للأندية إذا كانت الأنظمة واللوائح تسمح له بالمشاركة، فمتى ما تحققت هذه الخطوة التاريخية، فالبطولة ستسحب الأضواء من جميع البطولات الآسيوية والإفريقية بسبب أن العائد المادي الكبير الذي سيحصل عليه الفائز بلقب كأس زايد للأبطال الذي سيصل إلى عشرين مليون ريال تقريباً، إذ لا توجد أي بطولة في قارتي آسيا أو إفريقيا تصل جوائزها إلى هذا المبلغ الكبير والمغري جداً لجميع الأندية العربية، بالإضافة للمشاركة في بطولة العالم للأندية.
أخيراً وفي ظل النجاح الكبير الذي تحقق حتى الآن في البطولة، لا بد أن نشيد بما يقدّمه مدير البطولة الأستاذ طلال آل الشيخ الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة بالبطولة، وعمل الكثير من الرحلات المكوكية بين الدول العربية من أجل ضمان مشاركة أعرق وأقوى الأندية العربية في البطولة وهو ما تحقق على أرض الواقع.