يوسف المحيميد
هناك دول تستقدم وتجنِّس كل شيء، بما فيها الكفاءات البشرية، من لاعبي منتخباتها (غير) الوطنية، وحتى إعلامها المختطف، وهي تفعل ذلك بتبرير عدم وجود قدرات وطنية كفؤة، بينما الحقيقة هي لأنها لا تثق بمواطنيها الأحرار، فيظهر كل شيء فيها مسخًا وتشويها، ولا يمكن أن تُبنى الأمم على تشويه ولا على تزوير، لأن الواقع سيفرض سطوته، وكل شيء سينتهي في حينه!
في المملكة نعيش وضعاً مختلفًا تمامًا، لدينا حشد من المواهب الشابة والكفاءات المميزة، نقوم بتعليم مئات الآلاف من الطالبات والطلاب السعوديين في الغرب والشرق، ولو كرس بعض هؤلاء أصواتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدموا اللغات المختلفة التي يتقنون الكتابة بها، لربما حمى ذلك المملكة على المستوى الإعلامي العالمي، ودفع عنها الأذى في الأزمات، على أيدي أبنائها ومواطنيها، والوقوف في وجه افتراءات الصحف الأجنبية المأجورة، التي على استعداد تام لقلب الحقائق مقابل المال، والتحول إلى أبواق كاذبة لمن يدفع أكثر!
ماذا لو تحول فقط 1 بالمائة من طلابنا في الخارج، ممن يدرسون التواصل والإعلام، أو حتى طلاب التخصصات الأخرى ممن يجد في نفسه القدرة والكفاءة في الكتابة والتحليل الصحفي، والبدء في وضع بصماته الخاصة سواء في الصحافة الأجنبية أو مواقع التواصل الاجتماعي، تويتر وفيس بوك وغيرهما، لكي يكون هؤلاء صوتنا في الغرب والشرق، ولا يكتفوا بالكتابة عن الموضوعات التي تخص المملكة فحسب، وإنما في مختلف الموضوعات السياسية والاقتصادية العالمية، والعمل على بناء رأي يتناسب مع مصالح المملكة ومواقفها سياسيا واقتصاديا.
أكاد أجزم لو عملت وزارة الإعلام على مشروع جريء كهذا، لحققت للوطن الكثير على المستوى العالمي، ولتمكنت من الحفاظ على سمعه المملكة، وبناء صورة حقيقية عنها، بدلا مما يحدث من تشويه وهجمات إعلامية عنيفة وممنهجة من قبل أعدائها إقليميا وعالميا.