إبراهيم عبدالله العمار
أين أكلت بالأمس؟ إذا كانت وجبتك في مطعم سريع فحاول أن لا تتقزّز مما سيأتي!
أشياء مخيفة وجدها إريك شلوسر في تحقيقاته عن صناعة الطعام السريع في أمريكا خصوصاً والعالم عموماً، نشرها في كتابه أمة الطعام السريع، فهل كنت تعلم مثلاً عن قطع الدجاج (ناغيتس)؟ قطع الدجاج بدون عظم هذه ستلاحظ أنها دائماً لها نفس الشكل، وأحياناً تكون على شكل حلقات أو نجوم، فكيف ذلك رغم أن لحم الدجاج لا يأتي هكذا؟ السبب بسيط: هذا لحم سائل. المطاعم السريعة تصب على الدجاج مواد كيميائية تحوله لسائل، ومن ثم تسكبه في قوالب (مستطيلات، كرات) ثم تضيف مادة كيميائية تجعله يتماسك. أنت لا تأكل دجاجاً حقيقياً عندما تأكل قطع الدجاج في المطاعم السريعة، وإنما خليط مقزّز من السوائل الكيميائية المضاف لها بعض الدجاج.
أيضاً مما ذكره أن المطاعم السريعة تستعين بشركات نكهات، تَخصُّصُها ابتكار أو تقليد النكهات. إحداها تصنع النكهة المدخنة التي نجدها أحياناً في النقانق ورقائق البطاطا، والتي يصنعونها بأن يأخذوا نشارة الخشب ويحرقونها ومن ثم يعلّبون هذه الرائحة والنكهة ويبيعونها على المطاعم وشركات الطعام. هذه الشركات تستخدم الألوان أيضاً، وأكثره استخداماً الوردي والأرجواني والأحمر والذي تستخدمه شركة شهيرة لتمنح تلك الألوان للزبادي بطعم الفراولة. هذه المادة تُصنع من مادة اسمها حمض الكارماين، تُؤخذ من بيرو ومن جزر الكناري الإسبانية في شمال غرب إفريقيا. كيف يأخذونها؟ يفيدنا إريك أن هناك حشرة اسمها كوكينيل تشبه الخنفساء، تتغذَّى على نوع من التوت البري الأحمر، ويتجمّع اللون داخل الحشرة ويرقاتها، والذي تفعله شركات النكهات أنها تجمع كميات ضخمة من هذه الحشرة ويجففونها ثم يسحقونها، وهذا المسحوق هو اللون الذي يستخدمونه لتلوين الزبادي وأنواع من الحلويات وحشوات الفاكهة داخل الحلوى وبعض مشروبات الفاكهة.