عبده الأسمري
** ينجلي الظلام فيبزغ الفجر من سواد حالك.. ينقسم المشهد الحياتي إلى أطياف وأصناف بشرية وأوصاف ذاتية لتعيش النتائج وفق مخطوطة «الذات» فتتنوع ما بين مزاج خادع موشح بالتوجس من نهار قادم يرسم أولى خطوط «اليوم» بالسواد القاتم الذي يصنعه «البؤساء» أو بالتشاؤم المعتم الذي يشيعه «الحمقى» وامتزاج واقع متوشح بدعاء بالخير واستدعاء للفرح يعيشه الحالمون باحثون عن «فنجان قهوة مبهج» ولسان حال يشيع التفاؤل ويكتب عنوان «الجمال»لينثر عبير «التعامل» وينشر أُثير «التكامل» بين النفس والحياة
** عندما تصادق الكتاب وترافق المعرفة سترتدي حتما رداء «الرقي» وحينما تعتنق الجهل وتعانق «الركود الذهني» فقد حبست عقلك في وعاء «الشقاء».. القراءة تأخذك بعيدا إلى حياة أخرى وعوالم متجددة تنقلك حيث تكون أسيرا للبحث مستأسرا للنقاش.. تحوم بك في فضاءات مكتظة بالابتكار.. تجعلك في عالم خاص يعزلك عن ضوضاء المجتمع وعشوائية الفارغين.. لذا فان الكتب تملأ قلبك وتشحذ همتك وتوأد همك.. تجعلك في حالة من التغيير والتطوير.. تعيد إليك القناعات التائهة في خضم التفكير والانشغال بالغير.
مجالسة «الكتاب» تسمو بك إلى وميض اليقين النفسي والتيقن الذاتي بالتألق العقلي وتغذية الفكر بزاد العبارة وسداد الكلمة وعتاد الحرف .
** من المستحيل أن يكون هنالك إنسانا خاليا من «القلق» معافى من الخوف.. فالأمان «صناعة» والأمن «صياغة» مهما تعددت التفاصيل.. لذا يظل «المرض النفسي» عارض يستوطن النفس ويهاجم الروح ويتربص بالجسد.. لا مواسم له ولا مقدمات لقدومه.. فالحذر من الانسياق وراء «الخجل» والتواري خلف «العزة بالسرية».. لا يمكن لتنبؤات عميقة أن تخرج «واقعا» مالم يراوغها التوتر .ما بين الشك واليقين ألف سؤال وإجابة واحدة يمتلكها «صاحب المعاناة» ذاته.. فقط عليه أن يبحث في مكنونة عن التعافي بالبوح والاستشفاء بالصراحة والعلاج بالواقعية.. كي نكون أًصحاء في النفس والجسد علينا أن يكون سلاحنا صدق يرغم قلق الذات على الانصياع لواقعية «التجربة» وحتمية «النجاة».
** كثير من يستخدم عبارات التقدير في الرسائل والمخاطبات والقول.. فتظل متلازمة للعديد من المشاعر القولبة أو المكتوبة.. ولكنها لا تبرح أن تغيب وتختفي وتتلاشى بمجرد «حوار الاختلاف « أو «مخالفة التحاور» لذا يبقى الكلام «موجه لفظي» شائع بلا قيود ودون ضوابط وخارج إطارات «البراهين» ويظل الفعل وحده «التوجيه الواقعي» و»الموجه الحقيقي» فكم من الراسبين في هذا الاختبار لسقوطهم في اختبار القدرة على التقدير والعبرة بتوجيه المقدار إلى حيث السلوك .
**يمضي عدد من الأشخاص جل وقتهم في «رصد أخطاء الغير» وفي «تتبع هفوات الآخرين» وكأنهم أبراج مراقبة على البشر.. هؤلاء وحدهم من أضاعوا سنوات عمرهم في عمل «استخباراتي اجتماعي باهض الثمن عالي التكلفة» من حيث الجهد والوقت ونتائجه ويلات وثبور وعاقبة أمور في الدنيا والآخرة وتوغل وهزيمة واضحة في نتواءت الغيبة وسوءات النميمة.
** يحترف الجاهلون الانقياد إلى مكامن «الشبهة» والسير نحو مساحات «التجادل» والغوص في وحل «السفه» غير مبالين بنتائج الخطوة لأنهم يسيرون بدونها فالدروب المضيئة تؤرقهم إما المظلمة التي يشقونها طولا وعرضا فلا تتطلب ترتيب الخطوات وحساب المسافات حتى وأن اصطدموا بآخرين على شاكلتهم في متاهات الظلام فالكل يحمل عقلا ظلاميا لا مكان للنور فيه.
** الأمنيات مشاريع اجتماعية وحقوق بشرية ومستحقات إنسانية يكتبها الإنسان منذ أن تعلم الهجاء ويسجلها باكرا في كشكوله الخاص ويعمل لها عشرات البروفات والخيالات بسرية وعلنية في مقتبل عمره وأوسطه وإن كان متمسكا بالأمنية سيظل منفذا للبروفات حتى وإن تجاوزت «زمن « التنفيذ وتخطت «قدرية» الواقعية.. تظل هذه التطلعات جزءا من حياة الإنسان وفصلا من فصول عمره لا يمكن أن ينساه حتى وان انحرفت به قافلة الأهداف إلى مسار آخر.. البعض يظل نادما وآخرون يجدونه قدر خير لا تفك رموزه سوى حكمة العليم الحكيم .يجب أن يعيش الإنسان بأمنيات متجددة وأن لا تظل قصرا على أخرى انتهت وضاع وقتها بل يجب أن يكون لديه فن «صناعة الآمال» وأن يظل المستقبل مفتوحا لتحقيقها حتى يحين الأجل.