رجاء العتيبي
لا يمكن أن تصفهم إلا بالمرتزقة, وإلا بماذا تفسر شخص (عروبي) هارب من وطنه, يمدح كل ما هو قطري, ويسب كل ما هو سعودي, ويتعاطف مع كل ما هو إخواني/ إرهابي/ تركي/ إيراني.
مع صبيحة كل يوم يغرِّد ويقول ويتحدث بذات الأسطوانة الغبية لا تعنيه الأحداث السياسية التي تدور حوله, لا يعنيه اختفاء مدير الإنتربول في الصين, ولا يعنيه اختفاء 150 ألف معتقل في تركيا لا يعرف أحد مصيرهم ولا يعنيه إرهاب الإخوان في مصر, ولا تعنيه البراميل الأسدية التي جعلت من سوريا مدينة أشباح, لا يعنيه كل ذلك, لأن العقد الوظيفي الذي أبرمه مع تنظيم الحمدين يستهدف السعودية.
دوام رسمي, يبدأ الساعة الثامنة صباحاً بقراءة الأخبار, وفي الساعة العاشرة يتلقى من خلايا عزمي (تقارير) ليقول على ضوئها ما يراد له أن يقول فيبدأ يغرِّد في تويتر ويتحدث في قناة الجزيرة, ومن الساعة 12.00 ظهراً حتى 1.00 ظهراً فترة غداء, بعدها يعاود المهمة سباً وشتماً وتزويراً وكذباً, وإذا باغته الليل نام في فراشه كمشرّد, وفي نهاية الشهر تأتيه الغلة بحجم لا يحلم به, أمولٌ لا تخطر له على بال, لهذا هو يرى أن وظيفة مرتزق وظيفة كبيرة جداً تصغر أمامها كل الوظائف, فتنظيم الحمدين كريم جداً في مثل هذه المواقف, يعطي بلا حدود حتى يبقى كرسي الحمدين سليماً معافى حتى لو استهلكوا قوت الإنسان القطري المغلوب على أمره.
دائماً ترى المرتزقة يتحدثون بنفس واحد, لأن التوجيه واحد, إذا قال لهم (الموجه) غرِّد, غرَّد, وإذا قال له احذف حذف, وإذا قال له امدح مدح, وإذا قال له اشتم شتم, وإذا قال له قف وقف, هكذا مكتوب في العقد, لا يتصرف إلا بما يمليه عليه سيده.
ماذا يعني المرتزقة في حادثة جمال خاشقجي, لا هو من موطنهم الأصلي, ولا هو مواطن قطري, ولا للسعودي دخل في اختفائه, ولكنه (الارتزاق) يفعل الأعاجيب, فمن صرف له أجراً لا يحلم به, توقّع منه أعجب من ذلك, توقّع أن يقول بخلاف ما يؤمن, توقّع أن يكذب, توقّع أن يحرِّف الحقائق, توقّع أن يشرب لبن الحمير ولا يبالي.
يأمل تنظيم الحمدين أن يؤثّر على السعودية العظمى بحفنة (مرتزقة), فمن كان (المرتزقة) جيشه فتوقّع أن يسقط سقطة لا يتعافى منها أبداً, ولعنة جمال خاشقجي ستكون هي القاصمة, سيسقطون في الحفرة التي حفروها وسيدفنهم التاريخ, كما دفن القذافي ومرتزقته, وصدام حسين ومرتزقته, وعلي عبد الله صالح ومرتزقته, والخميني ومرتزقته.