ناصر الصِرامي
أين جمال خاشقجي؟! لم يعد السؤال الأهم في قصة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي!
وهو بالمناسبة يحمل تاريخًا متنوعًا من تغطية حرب أفغانستان، إلى لقاءات مع الهالك أسامة بن لادن، إلى رئاسة تحرير صحيفة الوطن السعودية، ومرافقته أكثر من ملك سعودي ضمن الوفود الصحفية!
ثم عمله إلى جانب سمو الأمير تركي الفيصل، الذي كان سابقًا رئيس الاستخبارات العامة السعودية بمرتبة وزير بين عامَيْ 1977 - 2001م.
وبعد تعيين الأمير تركي الفيصل - حتى 2005 في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - سفيرًا لدى بريطانيا أصبح خاشقجي مستشار الأمير، ومُنح في وقتها سكنًا بالعاصمة البريطانية.
وحين عُيِّن الأمير تركي في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود سفيرًا لدى الولايات المتحدة كان جمال ضمن الفريق الذي انتقل مع الأمير، ومنحه الملك منزلاً في واشنطن.
وحين أُعفي الأمير من منصبه في يناير عام 2007 عاد جمال إلى السعودية، ونشط في الإعلام، وكان ضيفًا مستمرًّا على قناة العربية، ثم اختاره الأمير الوليد بن طلال لاحقًا ليكون مديرًا لقناة العرب، وبقي سنتين يحمل الاسم والمميزات، حتى ظهرت القناة في أقصر بث في التاريخ، بعد أن تسببت غلطة أو هفوة تحريرية بدائية، لا تُفهم أو تغتفر، في إغلاق القناة، وتسريح العاملين فيها!
كان جمال - كما يعرف كل الإعلاميين السعوديين - أقرب إلى الجماعات الإسلامية في ظهوره وتعليقاته، حتى اختار منفاه مفضلاً الحزب على الدولة، كما كتب عبدالرحمن الراشد ذات مرة!
وبقي ناشطًا إعلاميًّا، لكنه لم يعلن ولم يكن خصمًا، وزار سفارة بلاده في واشنطن!
وسبق أن دخلت معه وكثير من الزملاء في أكثر من جدل متوتر على تويتر..!
تذكر دائما أن جمال فُقد في تركيا، وعلى الأراضي التركية التي تمتلك الحكومة المركزية لأردوغان قبضة على كل منافذها!
أين خاشقجي؟ أين اختفى؟!
لن أسمع السؤال كثيرًا الآن، لم يبق على الساحة إلا الحملة ضد المملكة العربية السعودية!
إذًا.. لنفتش جيدًا عن المستفيد..؟!
اختفى حمال بعد زيارة للقنصلية السعودية، وسبق له أن زار سفارة واشنطن لبعض الإجراءات الإدارية!
لكن في واشنطن لن تجد رقابة استخباراتية علانية وسهلة لكل من هب ودب كما في تركيا، الساحة التي يعمل فيها تنظيم الإخوان علانية وبحرية مطلقة ومميزات خاصة من الحزب الشقيق الحاكم.
أيضًا عملاء إيران هناك، وفي كل مكان، عملاء الجماعات المسلحة في سوريا ولبنان، ومعهم بعض تجار الأبقار من دويلة قطر!
هؤلاء يمكنهم هناك مراقبة جمال. وبالنسبة لهم دخوله لقنصلية بلاده جريمة! أضف إلى ذلك أن هؤلاء هم المستفيدون من اختفاء خاشقجي! إنها فرصة للنَّيْل من السعودية الجديدة أمام العالم.
ثم لنتذكر باستمرار أننا في حرب مباشرة وغير مباشرة، حارة أو باردة، مع إيران، وعلى أكثر من جبهة عسكرية واقتصادية وسياسية.
أيضًا النظام الحالي في قطر مهووس جدًّا بأي شيء يمكن أن يسيء للمملكة العربية السعودية من بعيد أو قريب.. أي شيء دون حدود!
هؤلاء هم المتهمون أولاً!
وهؤلاء هم المستفيدون من الحملة ضد السعودية الجديدة.. ضد بلدي ومليكه وولي عهده الأمير محمد بن سلمان قائدنا للمستقبل.
السعودية آخر من يمكن أن يستفيد من هذه الحادثة، وهي أبعد من أن تفعل شيئًا يخالف القانون الدولي، ولم يسبق لها أن صفَّت معارضيها أو حتى المنشقين عليها، كما تفعل إيران وجماعة الإخونج دائمًا، وكما فعل النظام القطري الحالي مع أصدقائه!
وهؤلاء هم من يشعلونها.. من قدموا الاتهام قبل الجريمة!