أ.د.عثمان بن صالح العامر
هذه ليست الأولى وجزماً لن تكون الأخيرة التي يحاول فيها أعداء الوطن تجييش الإعلام العالمي القديم منه والجديد للنيل من بلادنا المملكة العربية السعودية والتعريض برموزنا الوطنية واتهامها بما ليس فيها لا من قريب أو بعيد، وكان ما ينتظرونه ويمنون أنفسهم فيه أن تنطلي أكاذيبهم وافتراءاتهم وإرجافهم على الشارع السعودي رغبة منهم في تفكيك وحدتنا وخرق صفنا الوطني وكسر اللحمة المتينة بين القيادة والشعب وتمزيق جسدينا المؤسسة على الدين القويم ثم الانتماء لهذه البلاد المباركة (قيادة وأرضاً وشعباً)، ولكن أنى لهم ذلك، وقد تجاوز المواطن السعودي مرحلة التضليل التي ليست جديدة في قاموس أدعياء الديمقراطية وحقوق الإنسان، فصار من الصعب جدا أن ينساق وراء كل ناعق، ويصدق ما يقال خاصة في السنوات الأخيرة بعد أن تكشفت له الأمور، وعرفته الحوادث المتتابعة والشدائد المتوالية حجم الكيد الذي يراد به وعظم المكر الذي يحاك له، وما تخفي صدورهم أعظم.
لقد أخذ الشارع السعودي من غيره الدرس، وصار مع مشاهدته النهايات المأساوية التي خلصت لها ما تسمى بالثورات العربية أكثر صلابة وأشد عودا، ولعب الإعلام الجديد خاصة تويتر دوراً أساسيا في تكوين جيش إلكتروني سعودي استشعر رسالته الوطنية، وأدرك حجم التحدي، وعرف دقة المرحلة التي نمر بها وخطورتها وعظم الخطب الذي يراد بِنَا فكان سباقاً في التوعية المجتمعية بكل مناسبة بما هو أمر أساس في ضمان سلامة وأمن أراضينا وتجنيب بلادنا وأهلينا ويلات المكر السيئ.
لقد كشفت الحادثة الأخيرة لاختفاء الإعلامي السعودي المعروف جمال خاشقجي كم نحن تحت الأنظار بشكل مخيف، ليس من قبل الساسة الأمريكان فحسب بل من الساسة والكتاب والإعلاميين والاقتصاديين والمثقفين في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ودويلات قابعة في الذيل تعيش بالفتات، وعلى أعلى المستويات، وكأن الجميع كان يبحث عن قشة حتى ولو كذباً وبهتاناً يختلقها أحدهم ليصدقها المصفقون علها أن تشفي ما في صدورهم من غل على بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية. فإلى هؤلاء جميعاً، نقول بلسان الواثق بالله أولاً، ثم بسياسات وتحركات قادته وولاة أمره الذين في عنقه بيعة شرعية لهم: (لقد علمتنا الأيام كم نحن أقوياء بربنا، ثم بوحدتنا وتكاتفنا ووقوفنا صفاً واحداً خلف قيادتنا ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وفِي ذات الوقت بينت لنا كم نحن مستهدفون في كل مقوماتنا ومكامن قوتنا، ولذا فلن نتزعزع ولن نحيد، وسنظل على العهد مع الله أولاً ثم مع مليكنا وولي عهدنا، وسنواجه المصاعب والتحديات بعزم وحزم، وسنمضي بكل ثقة وبصيرة في تحقيق رؤيتنا الوطنية 2030، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.