رقية سليمان الهويريني
أتابع نشاط النيابة العامة وجهودها في سبيل إقرار العدالة وسرعتها بالتعاطي مع البلاغات الفردية، وكذلك ما ينشر لها عبر منصات التواصل الاجتماعي. وما يعجبني في جهودها هو نشر الوعي مسبوقاً قبل القبض على المخالفين.
وينطوي نشر الوعي بإرشاد جميع المواطنين والمقيمين بالمملكة وتحذيرهم من الوقوع في الأفخاخ المنصوبة لهم من قبل المجرمين ومنها ترويج الشائعات والأخبار الزائفة التي من شأنها المساس بالنظام أو الأمن العام عبر جميع وسائل التقنية، وما يترتب عليها من عقوبة السجن أو الغرامات أو هاتين مجتمعين. والحق أن نشر الشائعات وترويج الأخبار الزائفة أشد ما يفت في عضد الوطن.
كما أن النيابة العامة لم تقتصر على التحذير من ترويج الشائعات وقلب الحقائق ولكنها أيضاً ما زالت تحذِّر المواطنين والمقيمين من الجرائم المعلوماتية كالاتصالات والرسائل النصية أو الإلكترونية التي تطلب معلوماتهم المصرفية أو الأرقام السرية التي تمكِّن المحتالين من اختراق الحسابات، وسحب وتحويل الأموال منها.
وتجاوز تحذير النيابة ذلك إلى التنبيه من خطورة جرائم التزوير كتغيير الحقيقة في الأوراق التجارية أو المالية أو المصرفية أو وثائق التأمين، بأي طريقة كانت، أو الاشتراك في ذلك، كذلك العبث أو تغيير الحقيقة في التقارير الطبية، أو منح تقرير طبي كاذب، أو الاشتراك في ذلك بالاتفاق أو التحريض أو المساعدة فيها. ونتمنى أن يطول هذا التحذير الشهادات العلمية المزوَّرة.
كما أوعزت لكل من يطلع على حالة إيذاء أن يبلغ عنها فوراً، خصوصاً إذا نتج عن الإيذاء زوال عضو أو تعطيل منفعة أو جزء منهما، أو إصابة بالغة.
ومثلما ننتقد إهمال بعض الوزارات والهيئات وقصورها في مجال التوعية والتثقيف الاجتماعي؛ فإننا أيضاً نشيد بمن يملك زمام المبادرة بهذا الشأن المهم والحيوي الذي ينفي الجهالة، أو تذرع فاعله بنقص المعلومة، هذه المعلومة التي قد تخلص من سجن أو تنقذ من غرامة.
شكر للنيابة العامة فلم نجد ما ننتقده!