سلطان بن محمد المالك
التعامل مع أي أزمة تحدث لدولة أو منظمة يعد أمراً مهماً للغاية، وكلما تم التعامل مع الأزمة سريعاً كلما جنب مخاطر تفاقم الأزمة وتحولها إلى إدارة سمعة. في إدارة الأزمات من المهم أن يكون التعامل معها بحكمة وتروٍ وبنفس الوقت بأسرع وقت ممكن متى ما توفرت المعلومات والحقائق عن الأزمة. وفي موضوع اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في تركيا، تعاملت حكومة المملكة العربية السعودية معها منذ البداية بكل حكمة وهدوء، فقد رد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في حديثه لبلومبيرغ عند السؤال عن جمال خاشقجي «المهم أن نعرف مكانه الآن»، وفي الرد نفي واضح لعلم المملكة عن مكان اختفائه، وحكومة المملكة لم تنجرف مع ما بثته وسائل الإعلام المعادية والأجنبية من أخبار مغلوطة وإشاعات مغرضة، بل آثرت التروي والهدوء لحين الانتهاء من التحقيقات ومن ثم نشرها للرأي العام.
وبسبب تزايد الادعاءات الباطلة ضد المملكة في كثير من وسائل الإعلام الأجنبية ، فقد صدر تصريح رسمي من سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود، فند فيه وشجب واستنكر الأكاذيب الباطلة التي تم نشرها وتداولها في وسائل الإعلام على خلفية قضية اختفاء جمال خاشقجي، وتم التأكيد من خلاله على أن حكومة المملكة متمسكة بثوابتها وتقاليدها المراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية، وحريصة على مصلحة مواطنيها في الداخل والخارج.
الحكمة في إدارة الأزمات تكمن في الهدوء والتريث وقراءة المشهد كاملاً ومن ثم الخروج والتحدث وعرض نتائج التحقيقات بعد إنهاء الفرق المكلفة بها من عملها، أما الاعتماد على أخبار ملفقة وتسريبات من جهات معادية فهو ما يفاقم من أي أزمة ويزيد تعقيدها. وما حدث من الإعلام الخارجي في تعاطيه لاختفاء جمال خاشقجي يعد سقطة كبيرة حيث تم نشر أخبار مبنية على تسريبات وتوقعات خاطئة وغير دقيقة مما أفقد كثير منها مصداقيتها وأساء لسمعتها أمام قرائها ومتابعيها.
كلنا ثقة إن شاء الله في أن تخرج نتائج تحقيقات فريق العمل السعودي التركي المشترك بحقائق غير مزيفة؛ ليعرف العالم أجمع أن ما حدث هو أمر مدبر من جهات خارجية هدفها الإساءة للمملكة وتشويه سمعتها في الخارج.
حمى الله وطننا من كيد الكائدين وأدام علينا العز والأمان في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.