إبراهيم بن جلال فضلون
اتسعت دائرة الإرهاب ليشهد المسرح الدولي نشاطاته الوحشية متجاوزةً حدود الدولة الواحدة، لتمتد إلى عدة دول آمنة، مُكتسبة بعنفها، وقهرها للإرادة الإنسانية، ومغالاتها في سفك الدماء، طابعاً عالمياً، لتُوصم بحق جريمة ضد الشعوب الحيوية، إذ ظهر الإرهاب الدولي كأبرز صور العنف السياسي في مجال العلاقات الإنسانية، وفي النهاية هي إحدى الجرائم الخطرة الموجهة ضد المجتمعات. وشيوع مصطلحات الإرهاب (أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات) حتى صار يُضاجع أحلامنا في خطف طائرات، وتفجير سيارات ملغومة، واحتجاز رهائن، والإغارة على البعثات الحكومية وغير الحكومية، وتدمير السفارات واختطاف واغتيالات المُمثلين الدُبلوماسيين والعلماء وغيرهم من المشاهير، وإرسال طرود المتفجرات هنا وهناك، لاغتيال المزيد من أمجادنا العربية السعودية، كما تفعل إيران دائماً، ثم تعتذر، لتكررها الموزة القطرية وحمديها ثم تدخل اللعبة على الخط تركيا التي قتلت القتيل (خاشقجي) وسارت في جنازته.
لقد أراد خاشقجي بعد خمسة أيام من انتقاله لتركيا أن يبدأ حياة جديدة في وطن السياحة العربية التي تغتال من اليد التي تُعينها وأعانتها في كثير من محنها الدولية، وطن الإسلام وأرض العروبة والعرب من يفتحون بنوكها ويُنعشون سياحتها، ليكون الموت لهم بالمرصاد (بلاها سياحة فأوطاننا ما أجملها).
لقد كان «خاشقجي مقتنعاً تمامًا بأنه لا يواجه أي تهديد من قبل (ولي العهد السعودي) الأمير (محمد بن) سلمان، لهذا توجه للقنصلية السعودية بعد طلب من قبل والد خطيبته لإتمام معاملات الزواج بسرعة».
واختفى الرجل ليتهم بعض القوى المعادية السعودية بقتله ونقل جثته خارج البلاد رغم تفتيش القنصلية السعودية رغم حصانتها بأمر من الأمير محمد بن سلمان، كما جاء ذلك في مقابلة نشرتها وكالة «بلومبرج»، حيث قال خلالها: «المبنى (القنصلية) أرض ذات سيادة، لكننا سنسمح لهم بالدخول والبحث والتفتيش على ما يريدون» و»ليس لدينا ما نخفيه»..
إنها قوة الكلام ورباطة جأش همام لا يخاف ولا يهاب أحداً إلا المولى عزّ وجلّت قدرته ليُعلنها الأمير «لا يهمني كيف ينظر العالم إلي، بقدر ما يهمني ما يخدم مصلحة البلاد والشعب السعودي»،
ولتُدمر كلماته أبواق الإخوان أياً كانوا في أي مكان هنا أو هناك بالداخل أو الخارج... «نحن هنا نحاول التخلص من التطرف والإرهاب دون حرب أهلية، دون إيقاف نمو البلاد» و»إذا كان هناك ثمن صغير في هذا المجال، فإنه أفضل من دفع دين كبير للقيام بهذه الخطوة».
حفظ الله الوطن وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أيَّده الله- وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وأنعم علينا بحياة آمنة.. ونحن خلفهما.. نقولها ونؤكدها؛ وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه.