سعد السعود
غني عن القول إن آخر ما يبحث عنه أي مدرب هي نتيجة المباراة الودية.. لكنها بالتأكيد قد تمنحه الكثير من الإيجابيات.. وربما تكشف له العديد من السلبيات.. فضلاً على أنها تقدم له عدداً وافراً من التساؤلات والملاحظات.. التي بالتأكيد لا يمكن تجاهلها.. خصوصاً إذا ما كانت كارثية واقترن المستوى السيء بالنتيجة.. أما ما حدث يوم الجمعة فعلى النقيض من ذلك فالمستوى كان أكثر من رائع.
ولذا فالتوقف كثيراً عند نتيجة الأخضر مع البرازيل لن يمنح المتابع الواعي إلا الكثير من الحبر في تسليط الضوء على الخبر.. أما من يبحث عن أبعد من رقم مسجل ونتيجة تدون.. فهو بالتأكيد سيتعرف على فكر المدرب ورؤيته.. ومدى قدرته على قراءة سير المباراة والقدرة على التدخل الأمثل أثناء مجرياتها.
ومن ذلك فأظن أن المدرب بيتزي قد استفاد الكثير من النقاط من مباراة كتلك تجمعه بأحد أعظم منتخبات العالم.. فاختبار لاعبيه قبل لقاء العراق الودي المقارب للمستوى كان مهماً.. أضف على هذا اكتشاف الثغرات التي يعاني منها الفريق.. وزد على ذلك التعرف على الجاهزية الفنية والذهنية للاعبين خصوصاً في مواجهة منافس قوي كأبطال السامبا.
أخيراً كل ما يطلبه المشجعون بعد تلك التجربة الثرية البحث عن رأس حربة حقيقي.. فالمنتخب يحتاج لأكثر من اجتهادات.. وبغنى عن أي اختراعات.. ومن الآن وحتى يناير - موعد بطولة أمم أسيا - على المدرب سد تلك الثغرة وترميم تلك الخانة.. ولا أظن الدوري أو حتى الدرجة الأولى فقيراً من لاعب أو اثنين يترجمان العمل الجيد للمدرب.
الفار باق رغم المعترضين!!
يبدو أن التعاطي مع تقنية الفار لدى مسؤولي ومشجعي الأندية حسب الاستفادة من عدمها.. فالفريق الذي يستفيد منها بجولة تجد أنصاره يصفقون لهذه التقنية.. وعندما يتضرر منها في قرار بجولة أخرى يصب جام غضبه عليها.. ويعدد سلبياتها.
الأكيد أن هذه التقنية قلصت الكثير من القرارات الخاطئة.. وباتت الأمور أكثر عدالة في جل المباريات.. حيث رأينا كماً من الركلات الجزائية كان يمكن ألا تحتسب لولا - بعد الله - الرجوع لحكام الفيديو.
وعليه فكل ما أرجوه تأهيل الحكام المسئولين عن رصد الحالات.. أو اقتصار الأمر على حكم الساحة.. فلا يعقل أن تكون حقوق الأندية رهينة مزاجية حكام الفيديو فينبهونه متى شاءوا والعكس.. بل يجب تأصيل العودة بوضع عدد من الشروط لها وتكون واضحة للجميع وتسري على كل الفرق.
ولذا فالمضي قدماً بهذه التقنية وتعميمها في مختلف الملاعب سيسهم في إحقاق الحق وإعطاء كل متضرر حقه.. دون الالتفات للأصوات الرافضة.. فبكل تأكيد القرارات التي كانت رهينة فقط صافرة أصبح هنالك عين أخرى راصدة.. وأعني هنا الفيديو.
بقي أن توقف أخيراً عند نقطة هامة وأعني: اختيار الحكام الأجانب.. فالخبرة الدولية والسمعة العالمية والقدرات التحكيمية والسيرة الذاتية هي ما يجب أن نرتكز عليها باستقطاب الحكام الأجانب.. فضلاً عن عدم اقتصار تلك النوعية على أندية الضجيج خوفاً من إعلامها.. بل يجب أن تكون المسطرة واحدة للجميع وألا يكون هنالك تمييز لنادي ما.. ولعلي هنا قبل أن أضع نقطة النهاية في هذه الفقرة أتساءل عن استمرار استقطاب الحكم الويلزي سايمون لي ايفانز منذ العام الماضي.. بل وتواجده هذا الموسم في أغلب الجولات رغم تواضع مستواه.. والسؤال أليس هنالك متابعة لما يقدمه؟ ولماذا بات أشبه بالملازم لكل جولة فتتواجد صافرته أسبوعيا؟!
خاتمة
اللهم احفظ وطني من كيد الأعداء ودسائس أهل الحقد والعملاء.