خالد بن حمد المالك
نجحت قناة الجزيرة (القطرية) في مخططاتها وأجندتها أن تكوّن للإعلام ثقافة غير أخلاقية، وأدواراً مشبوهة، وتوظيفاً للغة إعلامية بما يستجيب ويخدم أجندات قوى استعمارية وأنظمة معادية، وهو ما لم يحدث من قبل أو أنه قد مُورس بهذا الشكل القبيح.
* *
أصوات مبحوحة، وصور صادمة، ومال قطري ينفق بسخاء على شراء الذمم، وأكاذيب مكشوفة، وروايات وقصص لا يصدقها إلا من يتفوَّه بها عبر منصات التآمر في الجزيرة القطرية في عهر إعلامي تفوح منه رائحة كريهة.
* *
وقد جاء اختفاء زميلنا الإعلامي والمواطن جمال خاشقجي لتجد قناة الجزيرة في هذا الحدث المفجع مادة للتسلية بدمه وإنسانيته، واستخدامه لحبك القصص الخيالية عن اختفائه، واستباق التحقيقات التي تجري للوصول إلى الفاعل، بإعطاء معلومات كاذبة بأنه قُتل في القنصلية واستخدم المنشار في تقطيعه، وأن المملكة وراء هذه الجريمة التي ربما لا تكون قطر بريئة منها.
* *
قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ما معناه إن حصانة مبنى القنصلية نضعها جانباً وندعو الأتراك لتفتيشها، وقال سفير خادم الحرمين الشريفين في أمريكا، إن جمال صديق شخصي وأنهما كانا على تواصل دائم، فيما تقول الإملاءات على قناة الجزيرة إنه قتل بالقنصلية وإن المسؤولية تقع على المملكة.
* *
إذاً فهذه أبواق مأجورة، وقناة حشدت كل إمكاناتها بالمال القطري لتملي في برامجها ولقاءاتها على من تستقطبهم من الإعلاميين والسياسيين ما يتوافق وتوجّه قطر الإخواني الإرهابي المتآمر على أمن واستقرار دول المنطقة، مدعومة من إيران وقوى أخرى معادية.
* *
ولأنه لا يصح إلا الصحيح، فقد جاء الرد السعودي على لسان وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، بأن ما تم تداوله بوجود أوامر بقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة، وأن ذلك يتناقض مع تمسك المملكة بثوابتها وتقاليدها المراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية.
* *
فإذا أضفنا إلى ما قاله الأمير عبدالعزيز بما أعلن بأن المملكة سارعت إلى طلب التعاون مع السلطات التركية لتشكيل لجنة تحقيق مشتركة بعيداً عن تقصّد وسائل الإعلام المشبوه في التأثير على مسارات التحقيق والإجراءات العدلية، أدركنا حرص المملكة على مصلحة مواطنيها، وتبيان الحقيقة كاملة في موضوع اختفاء المواطن جمال خاشقجي كما أشار وزير الداخلية إلى ذلك.
* *
إن الخلل الإعلامي المتعمد في نقل المعلومات عن الحدث المفجع، وتغليفه بأكاذيب باطلة، يظهر إلى أي مدى يُوظّف هذا الإعلام الرخيص على شاكلة قناة الجزيرة لقلب الحقائق، دون أن يبرئ ساحته في ممارسة عمالته، وارتمائه في أحضان من يدفع له المال، فنحن في زمن الإعلام المغيّب إلا من هؤلاء المأجورين.
* *
وإن مصداقية الإعلام هي الآن على المحك أكثر من أي يوم مضى، بعد أن لوّثته لغة التعاطي الإعلامي القطري، أو الممول من قطر في تركيا وغيرها، كما في حادثة اختفاء المواطن السعودي الزميل جمال خاشقجي، لكن التحقيقات سوف تكشف عورات هذا الإعلام وهؤلاء الإعلاميين، فهم برسم الخدمة لمن يدفع أكثر.