إبراهيم عبدالله العمار
هل أنت ممن يغضب كثيراً؟ إذاً ستقلق مما وجدته جامعة كليفلاند الأمريكية وهو أن الغضب الشديد المستمر يضر قلبك.
إن الشخص عندما يغضب فإن الجسم يفرز مواد تسمى «هرمونات الضغط»، وهي مواد منها الأدرينالين والكورتيزول مهمتها أن تساعد الجسم على التعامل مع المواقف الخطرة، لذلك عندما تمر بموقف مخيف أو مُغضِب فإنك تشعر بهذه الهرمونات، فتزداد ضربات القلب ويرتفع الضغط وتزداد سرعة التنفس، وهذه كلها تعين الجسم إما على الفرار من الخطر أو الصراع معه، لأن هذه الآليات تزيد نسبة الأكسجين الداخل للجسم والمار على العضلات فتكون جاهزة لأي من الخيارين، وإفراز هذه الهرمونات في حد ذاته ليس ضاراً، بل هو ينقذ حياة الشخص، ولكن المشكلة تأتي في تكرر هذه الحالة، فالذي يراه العلماء أن كثرة إفراز هرمونات الضغط تؤثر على الأعضاء التي تشارك في العملية وتضر على المدى الطويل، فيسرّع هذا التصلب العصيدي (تراكُم مواد ضارة في الشرايين)، وهذا بدوره يصنع دورة مدمرة، لأن الشرايين إذا ضاقت يضطر القلب للتعويض بضخ المزيد من الدم فيرتفع الضغط وتنقبض الأوعية، وكلما زاد الغضب الشديد زاد تسارع هذه العملية التسميمية، وفي النهاية تتدمر جدران الأوعية الدموية.
يستحيل التحكم الكامل بالغضب لكن يمكن تخفيفه وتفاديه في أحوال كثيرة وذلك بتغيير طرق التفكير، فالمشاعر تأتي من أفكارك، فإذا كنت ترى مثلاً أن الناس يجب أن يكونوا كاملين وألا يخطئ أحدهم تجاهك فقد جعلت نفسك في مرمى نار الغضب الحارقة التي سيفرزها عقلك وينشرها في عروقك، وتغيير طرق التفكير لا يحدث بين يوم وليلة بل يحتاج وقتاً وصبراً، ولا تنس أن هذا ينطبق على الغضب الشديد المتكرر، فتحاشه قدر الاستطاعة، وتجنب ألسنة اللهب هذه لئلا تلتهم صحتك النفسية والجسدية.