فهد بن جليد
استكمالاً لحديثنا - يوم أمس - (نصائح وخراب البيوت)، تبدو القاعدة في العنوان أعلاه ذهبية، خصوصاً وأنَّ كلمةً قد تتفوه بها دون أن تُلقي لها بالاً، تفعل الأفاعيل في حياة الآخرين من حولنا، لذا يجب التنبُّه لكل نصيحة مجانية وسريعة نقدمها لغيرنا، أو انتقاد عابر حول مستوى حياتهم ومعيشتهم، أو قدرتهم على تحمل بعضهم بعضًا.
خطر تلك الانطباعات يتدحرج (ككرة الثلج) ليكبر ويتعاظم في نفوس الناس حول (مرتباتهم) أو (مستوى)حياتهم, أو (نوع) سيارتهم، وحتى (علاقة) الزوجة بزوجها، (الهدايا المُتبادلة) بينمها في المناسبات، (موجودات) المنزل وأثاثه... إلخ، ليتخذ الشخص المعني قرارات قد تكون مصيرية أو خاطئة تهدم حياته، بسبب انتقاد عابر، والقصص في ذلك كثيرة، فالزوجة قد تتطلق بسبب طلبها المزيد من الاهتمام فيما يُعرف بالتخبيب وعدم الاقتناع بحياتها، الموظف قد يُصبح عاطلاً في حال لم يكتف براتبه أو تذمَّر من نوع عمله الشاق، وهكذا قد نسهم ويسهم غيرنا إمَّا بفضولنا أو بجهلنا أو حتى بخبث (بعضنا) في الإضرار بحياة غيرنا بدسائسه ومكائده.
إبقاء أصحاب هذه النصائح والانتقادات خارج (دائرة حياتنا) يضمن لنا راحة البال والرضا بالنظر إلى الجانب المُمتلئ من الكأس دوماً لنبقى سُعداء، ليس من السهل اكتشاف مثل تلك الشخصيات المُتلوِّنة، التي تدخل حياتنا وبيوتنا دون استئذان لتتعرف على خباياها ودهاليزها بسبب تحدثنا مع الجميع حول شؤون تفاصيل حياتنا، وترك أسرارنا الزوجية والعائلية وظروفنا العملية مُتاحة للجميع، وهو ما يجعل مثل هذه الشخصيات النشاز تتكاثر من حولنا وتظهر على شكل صديق حميم أو ناصح أمين أو عارف خبير أو جار ودود.. إلخ، لذا يكمن أول الحلول في جعل بيوتنا وأسرارنا عصيَّة على عامة الناس من غير الجديرين بثقتنا، وحتى لا تكون أنت - دون أن تعلم- من هؤلاء الخبراء الذين يتسبَّبون بدمار الأسر والمجتمعات، أجعل شعارك: أن تدخل بيوت الناس (أعمى) وتخرج منها (أبكم) !.
وعلى دروب الخير نلتقي.