د. خيرية السقاف
ينادي الجميع بأن يواكب الإعلام المحلي هذه الأحداث الراهنة من حولنا، التي اتخذت من رجل عادي اختفى قضية كبرى تساوم بها على نزاهة الوطن، يواكبها ويتصدى لها بمحتوى فعال، ونشط، لا تفوت عليه شاردة، ولا واردة، دون الاكتفاء بعرضها، أو الحديث عنها على هامش اللحظة، أو بما لا يكفي من المعلومات عنها وعما تبطنه، وتهدف إليه، فيعرض إليها بلغة سطحية لا تغوص، ولا تصيد، لا تُلجم، ولا تُفحِم ،إذ لا يجدي في اللحظة أن تظهر وسائل الإعلام بمضمون هامشي، أو مختصر، أو مفرغ محتواه من مواد إعلامية إخبارية، وتحليلية، وتتبعية فورية، ملهمة، وقادرة على التأثير في الرأي الداخلي، والعربي، والأممي، والدولي على شتى مدارات مساحاته من موطئ أقدامنا، إلى آخر بقعة في العالم لكل إنسان له عين ترى، وأذن تسمع، وعقل يعي، بالحقائق الناصعة التي تفند الأكاذيب التي يتصدى بها الإعلام المضاد، أن تدرس ثغراتها، وتفصِّل خاماتها، وتفرط نسيجها، وتكشف ثغراتها، وتضعها شواهد على ما فيها بها ذاتها، ليكون واضحاً وجلياً ما تكيله من الأكاذيب جميع الوسائل الإعلامية المضادة لنا، التي يعمل القائمون عليها بكل ما أوتي من ورائهم من الحقد، وسوء النوايا للإساءة لهذه البلاد، وإلصاق التهم بها، وتأليب الرأي العالمي ضدها، ولن تتحقق الهيمنة على الرأي البشري الذي باتت سرعة الوصول إليه ممكنة بوسائل الإعلام النافذة إلا بأن يلتفت بقوة ووعي إعلامنا بعناصره، ووسائله، وبرامجه، ذوات المحتوى الإعلامي القادر على إجلاء ما خفي من نواياهم، تفنيد أكاذيبهم بالأدلة، وتناقضاتهم بالشواهد منهم، وبكشف ما وراء كل هذه الحملات المغرضة من أغراض، وأهداف، ومرامٍ..
ولن يتمكن الإعلام من بلوغ غايات التأثير الفعال، وقلب الطاولات على الإعلام المضاد إلا بتهيئة جند من الإعلاميين المهرة الأذكياء، والمختصين المفوَّهين، والمحللين القادرين على الإمساك بالعصا الإعلامية الحارقة، وتحريكها نحو الاتجاهات في مراميها..
إنه أيضاً وقت المواطن، المعلم في مدرسته ليخصص دقائق الحصص الأولى لتوعية الطلاب بموقف البلاد، وبتعريفهم بأعدائها، وبجلي الحقائق فيما يسلطه الآخرون عليها من الأكاذيب بأحقادهم، وأستاذ الجامعة، والكتاب، والمغردون، وكل من أوتي صوت ليجند صوته للوطن، فلا وقت للصمت حتى وإن كان مع رشف قطرة ماء..
الوقت للإعلام، فليفرغ همته وقدرته الآن للمواجهة..
لتُخمَد نار الألسنة في أفواهها، بحجة صدق الحقائق في واقعنا.