د.ثريا العريض
عند كل سيناريو حدث دولي هوليوودي يتكشف عن إرهاب, أتوقف لأفكر وأستدعي التاريخ.
أذكر نفسي: في أي قصة لجريمة غامضة يُختلف فيها حول الفاعل يجب أن نبدأ بسؤالين جذريين من معطيات تخصص القانون والتحقيق: من المستفيد مما حدث؟ وهل هناك نمط متكرر ومتهم بريء؟
تجربتي في قراءة تفاصيل أحداث عالمية في سيناريوهات هوليوودية معدة مسبقاً، أسبق تاريخياً بدأت بما سجل عن اغتيال كونت برنادوت مسؤول الأمم المتحدة وتفجير فندق الملك سليمان في القدس, واغتيال الرئيس عرفات, ثم اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر ثم الرئيس كينيدي أتوقف عند المتشابه: هناك ضحية معروفة وفاعلة, وقاتل ظل مجهولاً. والمشترك بين الضحايا هو كشفهم لمخططات صهيونية.
اليوم لدينا سيناريوهات هوليوودية جديدة تواكب الزمن ومستجدات التقنية ويظل الهدف والمستفيد جهة واحدة.
أؤكد ألا فائدة للمملكة ولا لتركيا مما حدث. لا المملكة يفيدها بأن تتهم قنصليتها بالمشاركة بإيذاء مواطنيها في الخارج, ولا تركيا يفيدها بأن تتهم بتقصير في حماية زائريها. وكلا الطرفين يكرر توضيح إصراره على استدامة علاقات إيجابية بين عدلاء, بناء على قيم أصلية قوامها احترام الآخر وأنظمة الدبلوماسية الدولية, ثم التعاون معاً على ما فيه استقرار وأمن وبناء اقتصاد متكامل للجميع كل في موقعه. لا مساس بالسيادة ولا دعم للإرهاب والحركات العدمية. وبلا شك تداعيات الحدث ستؤثر إقليمياً في الشرق الأوسط، ودولياً لما فيه من مس بالبروتوكولات الدولية.
أما غير الواضح فعلاً فهو الدور الذي تقوم جهات مستترة ومتدثرة لتأجيج قضية حول هذا السيناريو العجيب. وهذا يعيدنا إلى السؤال الثاني هل هناك نمط إجرامي تتكرر؟
نعم.. هناك جهة متمرسة في اختلاق سيناريوهات تجرم أعداءها, تورط فيها طرفين معاديين لها, وتزج بهما في صدام وأزمة تحتدم حتى الحرب الفعلية. وسيناريو الـ19 من تنظيم القاعدة «من بينهم 15سعودياً» الذي تم به تفجير برجي التجارة الدولية في أمريكا, ومن بعده سيناريو أسلحة الدمار الشامل, ومن بعده «داعش» التنظيم الدموي وإعلامه الهوليوودي. ولا ننسى أن استخبارات الإمارات العربية المتحدة كشفتهم في تنفيذ سيناريو اختطاف في دبي كان سينجح لولا الكاميرات. وقد دخلوا دبي بجوازات مزورة. بينما في سيناريو القنصلية فالكاميرات لا تعمل ويتزامن الاختطاف مع «وجود 15 سعودياً مسؤولاً وزائراً» عادوا إلى بعدها مباشرة إلى البلدان التي جاءوا منها بطائرتين خاصتين. «15 سعودياً». هل يدق هذا جرساً تذكيرياً؟
هل نرى الفاعل المستتر في إسطنبول؟ نعم.. وأين المدخل الذي تسلل منه؟ ما هو دور «الخطيبة» المزعومة في كل هذا؟ وهل علاقتها كخبيرة في الشؤون العمانية غطاء استخدم ليضفي تغطية وتعمية وتوجيه للاستنتاج؟
نعرف أن هناك من يمول الإرهاب ولا مصلحة منطقية لما يفعل! ويسير خارج السرب في الجوار العربي ويتآخى مع العدو الخارجي.. ومع التكرار يسقط القناع والستار وتنكشف السقطات والأسرار. فمن يخطط لتشويه سمعة من؟ وأي أيد في قفازات ننفذ الخطط؛ بل وتدفع الثمن؟
كاتب السيناريوهات يستغل كل علة نفسية يتمتع بها قائد ما من الحقد إلى الشك في قدرة الذات إلى جنون العظمة ليوزع الأدوار في السيناريو الجديد فهل ننسى من هو عدو الجميع على مدى الزمن؟!
تصفيق «الخطيبة المزعومة» المسبق لقطر في تغريداتها ينفي حياديتها. وعلاقة قطر الحميمة بإسرائيل وبتركيا يستدعي التحقيق في حقيقتها لكشف من يدفع لها للبدء بتنفيذ سيناريو قذر بتفاصيل هوليوودية. فقد تكون ليس فقط مخلب قط بل عميلة محترفة دربت للقيام بدور الضحية.. فتش عن المدرب والموظف لها.