سامى اليوسف
بناء المساجد فضيلة من الفضائل، وهو مثال حي على الصدقة الجارية، ومشروع البناء والعمارة، والصيانة لها وجه من أوجه بذل الأموال والأوقات في احتساب الأجر، اذا خلصت النية لله سبحانه وتعالى من باب التعاون على البر والتقوى.
«عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول:ُ مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعٌ يجري للعبد أجرُهن وهو في قبره بعد موته: مَن علَّم علماً، أو أجرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورَّث مصحفاً ، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته»، حسَّنه الألباني في «صحيح الترغيب».
وعد نجم الاتحاد والمنتخب السابق مناف أبو شقير ببناء مسجدٍ قبل سبع سنوات في حال تجديد عقده مع ناديه، وأوفى، هذه النوعية من الأعمال والأفعال تستحق الوقوف عندها والإشارة إليها ، والإشادة بها، والثناء على راعيها بكل فخر، وهي أعمال تجسد المعنى الحقيقي للصدقة الجارية التي تعطر ذكرى الإنسان المسلم في دنياه، وتزف له البشائر في حياة البرزخ حتى مشهد الوقوف بين يدي الكريم جل علاه.
مناف من اللاعبين والنجوم الذين جمعوا بين الخلق القويم والأداء الفني الرفيع خلال مسيرته الكروية الحافلة بالإنجازات. مبادرته ليست الأولى في مجتمعنا الرياضي، ولن تكون الأخيرة بمشيئة الله، فقد تكفل عضو شرف الهلال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان ببناء جامع بجوار مقر النادي يحمل اسم فقيد الهلال والرياضة السعودية الأمير عبدالله بن سعد رحمه الله، افتتح في الموسم الرياضي الماضي، وسجل لاعبون وشرفيون عدة مبادرات خيرة لأنفسهم ولرياضيين راحلين سواء في مساهمات إنسانية واجتماعية داخل الوطن أو خارجه من كفالة أيتام وبناء مساجد وحفر آبار الماء وسقايته وإفطار صائمين وغيرها من الأفعال التي تذكر فيشكر روادها ورعاتها.
وهنا نذكر الرياضيين عامة واللاعبين المحترفين خاصة الذين يتقاضون الملايين أجوراً لعقودهم، والمرتبات العالية التي أدخلتهم فجأة ضمن « الطبقة المخملية» في المجتمع أن يبادروا لمثل هذه الأفعال، أو مايوازيها كما جاء في حديث رسولنا الكريم أعلاه، لاسيما وأن عمر اللاعب قصير في الملاعب اذا سلم من شر الاصابة، والعين، وفي ذلك اغتنام لأهم مراحل العمر: الحياة، والشباب، والصحة، والغنى.. بدلاً من الانفاق على رفقاء السوء، والملهيات ، والسهرات الحمراء التي لا تجر إلا الفضائح.
خاتمة:
قال تعالى:( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين). التوبة «18».