فهد بن جليد
حاولت أن أحجب صفحة المنوعات عن شاشة (كمبيوتر) منزلي على طريقة -عفواً الموقع المطلوب مُخالف للأنظمة- بعد أن ظهرت فيه الأرملة البريطانية (غلينيس) البالغة من العمر 77 عاماً وهي تملأ جسدها بأكثر من 16 وشماً، المُشكلة ليست في صورة العجوز التي أعتبرها من -قواعد النساء- اللاتي لا حرج في خروجهن دون حجاب، بل في حديثها الأخطر؟ وهي تدعو بقية النساء إلى الاستمتاع بحياتهنَّ وفعل ما يرغبنَّ به ويحلو لهنَّ، وعدم انتظار وفاة أزواجهنَّ مثلما حدث معها، عندما حُرمت من الوشم طوال 54 سنة لأنَّ (المرحوم) لم يكن يحب الوشم، وهي كانت تطيعه وما ودها تزعله حتى مات وودع الدنيا، بعدها استمتعت بحياتها كما يحلو لها بالطول والعرض، ولا أعرف من هي (الخبلة) التي ستُصدق هذه العجوز الشمطاء التي أطاعت زوجها لأكثر من (خمسة عقود) لتخرب بيتها بنفسها؟!.
أوَّل المُتأثرات كانت هي الشقيقة الكبرى (بيرل) البالغة من العمر 84 سنة، فقد قامت بوضع وشم صغير على رجلها، وقالت إنَّ شقيقتها (غلينس) صاحبة قرار وحكمة منذ صغرها، وكنَّا نسميها (التهديد)، يبدو أنَّها لم تنفذ تهديدها إلا بعدما أصبحت (أرملة)، وهنا يجب أن أهمس في أذن كل زوجة أن لا تستمع إلى نصائح (المُطلقين والمُطلقات)، و(الأرامل من النساء والرجال)، حتى وإن كانت النصيحة نتاج (خبرة) لأنَّها قد تحوي نوعاً من الجرأة والمُغامرة والأنانية غير المطلوبة، ليقتصر الاستماع -إذا كان ولا بد- على تجارب (الأزواج الناجحين) والمُرتبطين حالياً، أعتقد أنَّ هؤلاء أقرب للواقعية وأصدق من غيرهم.
والأفضل دائماً أن نعيش حياتنا الزوجية بطبيعتها وبطريقة (التجربة والخطأ) وتحمل كل طرف للآخر، بدلاً من خلق المزيد من الأزمات داخل البيوت بسبب نصائح من يعتقدون أنهم يُحسنون صنعاً، من هواة هدم البيوت إمَّا بقصد أو عن طريق الجهل، خصوصاً مع كثرة هؤلاء في وسائل التواصل الاجتماعي التي تكاثروا ونموا فيها بعد أن هجروا التلفزيونات بنصائح (خراب البيوت).
وعلى دروب الخير نلتقي.