عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة).. أصبحت مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية محط ومتابعة العالم على مختلف المستويات وهذا ليس بالأمر الجديد إلا أن العالم اليوم أصبح أكثر تركيزا واهتماماً خاصة في الجانب الرياضي حيث تشهد بلادنا منذ أكثر من عام حراكاً رياضياً غير مسبوق وغير مقتصر على فعاليات رياضية أو ترفيهية محددة، بل أنها تسجل نقطة التقاء اللاعبين والألعاب العالمية على مختلف الأصعدة والمستويات، لقد أصبحت مدن المملكة حاضنة لمنافسات عالمية مختلفة تتواصل الفعاليات في تواجد منتخبات عالمية وعربية في أرض الخير وفي بلد الحب والسلام والأمان وهذا لم يأت من باب الصدفة أو دون تخطيط وعمل جبار جعل السعودية عاصمة العالم الإسلامي تقتحم العالمية من أوسع الأبواب ففي صبيحة السبت الماضي شهدت أروقة الاتحاد السعودي قرعة الستة عشر للأندية العربية المتأهلة لتصفيات كأس زايد وفي المساء يلتقي الهلال والزمالك في قمة سعودية مصرية في كرنفال تجاوز متابعته المحيط العربي واليوم تحط أفضل المنتخبات العالمية منتخب البرازيل والأرجنتين بكامل نجومها يشاركهم منتخب عريق وبطل المنتخب العراقي المميز بكامل نجومه ليشكلوا دورة رباعية بضيافة المنتخب السعودي الذي يشكل الضلع الرابع في بطولة عالمية ودية في أيام الفيفا وهذا المزيج بين العالمية والعربية لا يمكن أن يحدث إلا على أرض السعودية.
نعم المكانة والقدرات والمقدرة لا تتوفر إلا عند الكبار والكبار فقط وهذا هو سر التميز الذي عرف عن المملكة وأبنائها وليس هناك أمر مستغرب ولم أبالغ، فبلادي تستضيف سنوياً أكثر من خمسين مليون مسلم بين حاج ومعتمر وزائر ويكفينا فخراً أننا نستضيف بين ثلاثة إلى خمسة ملايين حاج في ثلاثة أيام وفي منطقة مكة المكرمة فقط ويتم خدمتهم وتقديم جميع أنواع الخدمات والتسهيلات والتنقلات بكل سهولة والأمثلة عديدة وكثيرة، وعندما تتكفل المملكة في أي بطولة أو فعالية فتأكد أنها نجحت وتميزت قبل أن تبدأ بعد توفيق الله سبحانه أولا.
اليوم وأنا أحد أبناء هذا الوطن العظيم وأحد إعلامييه الرياضيين أفتخر وأرفع رأسي لأني مواطن سعودي أكرمني الله ببلد وقيادة ورجال صنعوا التاريخ وما زالوا يسيرون بكل شموخ وثبات تاركين خلف ظهورهم كل متخلف وصاحب قلب أسود غير آبهين إلا في المواطن والوطن وشبابه العظيم.
نقاط للتأمل
- فكرة تبديل فريق النصر ليكون بديلاً لفريق الاتحاد في كأس السوبر السعودي المصري على كأس خادم الحرمين الشريفين فكرة جديرة بالاهتمام والتفعيل فكلاهما فريقان عريقان وعينان في رأس، لكن وضع فريق النصر أكثر تميزا وقوة وانسجاما من فريق الاتحاد الذي لا يزال يتهاوى وغير مستقر وبعد أن طار فريق الزمالك بكأس الرئيس عبدالفتاح السيسي يجب ألا يطير كأس خادم الحرمين الشريفين وأن يطير للرياض من خلال نادي النصر الذي بالتأكيد كعبه أعلى وأقوى من نادي الزمالك الشقيق.
- بدأ مسلسل تطاير ومغادرة المدربين حيث لم تنته الجولة الخامسة من كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين إلا وقد تم إنهاء عقد مدربين وتحديدا مدرب الاتحاد بعد الجولة الثانية ومدرب الفيصلي بعد الجولة الخامسة والقادم سيكون أكثر وأتوقع أن الأقرب للمغادرة في الجولات القادمة مدرب فريق القادسية ومدرب فريق الفيحاء عطفاً على ما يقدمانه من مستويات ونتائج غير مرضية وقد يكون هناك مدربون آخرون غير متوقعين والأيام القادمة كفيلة بكشف كثير من المفاجآت حول المدربين واستمرارهم من عدمه.
- لا زلت أقول وأكرر إن مشكلة بعض الفرق ومنها فريق الهلال هي غياب التهديف والاكتفاء بالاستحواذ والاستعراض والتميز بالمهارات الفردية وهذه جميعها لا تؤكل عيشا فالاستحواذ بدون نتيجة غير مجد والأمثلة كثيرة والأقرب لقاء الهلال والزمالك السبت الماضي كان الهلال المستحوذ والمسيطر وبخطأين فرديين من الدفاع طار الزمالك بالكأس والبطولة والتاريخ لا يسجل الفريق المستحوذ والمسيطر بل يسجل فقط الفائز والمتوج وهذا ما يحتاجه فريق الهلال تحديداً بتفعيل الأداء واللعب السريع والنهاية المثالية لإنهاء الهجمة.
-انفرد فريق النصر بصدارة كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بالعلامة الكاملة ولم يخسر أي نقطة ومرافقا ذلك بمستوى تصاعدي متوازن لم يصل للكمال وكان آخر ضحاياه فريق الحزم والذي قسى عليه بخماسية وللأمانة أصبح الفريق الأصفر مرعبا وقويا خاصة في الوسط والهجوم خاصة بعد عودة بعض نجومه لمستوياتهم مثل الجبرين والشهري وسلطان الغنام والذين شكلوا خطوط رعب مع كوكبة النجوم الأجانب المحترفة وفي مقدمتهم نور الدين مرابط وأحمد موسى والأهم هو الاستمرار لما له من مردود فني عالي وإثارة وقوة لدوري يسجل كأفضل دوري عربي وسادس عالمياً.
خاتمة: اللهم إنا نسالك أن تحفظ بلدنا الغالية من كل سوء وأن تديم علينا نعمة الأمن والأمان وأن تحفظ قائدنا وولي عهده من كل سوء يا رب.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.