د. خيرية السقاف
حين تتسع نطاقات الخدمات، وتكثر مشاريعها، وتغدو فعلا موجبا في مجرى حركة التفاعل اليومي مع حاجات الإنسان، وفي ضوء تمدد المدن، ونمو السكان، وازدياد حاجتهم للاقتراب منها، والتعرف على مرجعياتها، والخبرة بأدوارها في حياة الأفراد، والاستفادة التفاعلية معها ومنها، يكون لزاما أن تواكبها حملة دعائية شاملة، ومنظمة، ومؤهلة للوصول إليه، والاستمرار فيها دون توقف..
هناك على سبيل المثَل خدمات وزارة الصحة التي يجهلها من يمر بالحالات الطارئة، بينما الوزارة قد وفرت لهم في حالة العجز عن المقابل المادي علاج حالاتهم المرضية، هؤلاء الكُثر من الناس لا يعرفون بأن هناك رقما مجانيا يلجؤون إليه، ومرجعية جاهزة تُحل عنها أمورهم، بتولي الوزارة تحملها دفع نفقة العلاج عنهم، وغالبيتهم لا تعرف أيضا أنها وجهت بتمكينهم من طوارئ جميع المرافق الصحية في الوطن..
وهناك مشاريع جديدة، ورائدة تقوم بها هيئة السياحة لا تصل دعاياتها لكل البيوت، والأفراد، فلا يتفاعلون معها، وهناك مرافق تنضوي تحت المعالم البارزة في بعض المدن، والناس لم يتمكن أكثرهم من معرفتها تنشئها أمانات المدن، كأمانة مدينة الرياض، وأهمها «حديقة المعالم» في عاصمة النهضة العمرانية، والاقتصادية الرياض، و..و..
فهذه الحديقة التي تقع في طريق المطار، بحي المغرزات، تكاد أن تكون مجهولة إلا للخاصة، أو لقلة من المثقفين المواكبين للحركة المجتمعية الحديثة.. فمعَالم العالم المجسدة فيها، القائمة على سعة أرضها المنسقة، النظيفة، الوضاءة، تقع جوار بيوت نائفة تطل عليها، بينما كان لها شأن آخر لو جاءت تحفُّ بها من كل الجوانب سعة من الأرض، وفسحة من الخضرة، كذلك لو كان على مدخلها أعلام الدول التي تضم نُصًبا لأشهر معالمها، تتحرك بأضواء ملونة تلفت نظر العابرين ليلا، وتنتصب في عيونهم نهارا..
«حديقة المعالم» جهد كبير، ومميز، وعالمي، وثقافي يجدر أن يكون ضمن نشاط المدارس لتعريف الطلاب في مراحلهم بمعالم العالم مثل البتراء، والمسجد الأقصى، وأبراج إيفل، وبيزا، وآثار الأقاصرة الرومان، وسور الصين العظيم، وغيرها، إضافة إلى معالم وطننا البارزة المسجد الحرام، والنبوي الشريف، والمصمك، وأبراج العاصمة الضخمة..
هذه المنجزات، وغيرها كثير من المغمورة عند عامة الناس تحتاج إلى دعاية منظمة، مدروسة، ومقننة، ومستديمة، لتصل للجميع، سواء كانت تخدمهم في تيسير مصالحهم، أو تضيف إلى معارفهم.. أو تعرفهم إلى ما يجهلون..
وقد تقدمت وسائل، وأقنية، وسبل الدعاية بحيث لا يعجزها أن تواكب هذا الزخم الحيوي لكل ما يضاف في مسيرة الجمال، والوعي، والثقافة، والصحة، والفرص المواكبة لحاجات الفرد المختلفة، ولو كانت لحظة ترويح عن النفس فوق امتداد فسحة خضراء في حديقة ثقافية..
ولكل المجتهدين في مرافق مؤسسات المجتمع تقدير كبير لجهودهم، فرادى كانوا، أو أعضاءً في فريق.