فيصل خالد الخديدي
الإعلام بجميع وسائله مهم جداً لأي قضية، بل إن أي عمل بلا أعلام يعتبر غير مكتمل ومن الصعب أن تصل رسالته أو يحقق أهدافه، وللحوارات في الظهور الإعلامي أسسها، من عرفها ومارسها استطاع أن يوصل رسالته بأقل جهد وبشكل واضح، ومن لم يكن متمرساً عليها يمكن أن تظهره بشكل مهزوز يفسد متعة الحوار ويسيء لموضوعه, والبرامج الحوارية التي تهتم بالقضايا المجتمعية والثقافية أصبحت أكثر ظهورا وجماهيرية، لما تمثله من ملامسة للمجتمع وقضاياه بل تعد صوته الذي يصل للمسئول وصاحب القرار ويكشف جوانب القصور في الشأن موضع الحوار, ومن البرامج الحوارية المميزة في القناة السعودية برنامج (تم) من تقديم المتألق خالد العقيلي والذي يطرح هو وفريق العمل معه مواضيع اجتماعية وقضايا إنسانية لتحظى بحلول سريعة, وفي آخر حلقات برنامج تم الأسبوع الفائت كان موضوع النقاش وقضية الحوار الفنون التشكيلية، واستضاف البرنامج كلاً من الفنانين (عثمان الخزيم, نجلاء السليم, أحمد السلامة, مشاري العودان) وعلى الهاتف استضاف يوسف الحربي مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام والكاتب يوسف المحيميد, وكان الحوار في الاستوديو بمجمله أقل من المأمول لعل ابرز ما فيه حديث نجلاء السليم الأكثر ترتيباً, وفيما عدا ذلك ذاتية في الحوار وغياب للقضية وعدم مناقشتها بشكل جاد وعميق, مع أن السؤال العريض الذي طرح في بداية الحلقة ولم يجد السؤال الشافي له حتى نهاية الحلقة (ثقافتنا الفنية من يحتضن روادها ويدعم مبتدئيها ويحفز مبدعيها ليكونوا واجهة البلد)، ولُخصت إجاباتهم له في دمج الأندية الأدبية بجمعيات الثقافة والفنون في مراكز ثقافية، وهو موضوع أشبع بحثاً وحديثاً سابقاً والحاجة الآن لمؤسسات تدعم الفن أكثر من التقليص والدمج.
أما المداخلات الهاتفية بالبرنامج فكانت متنفسا جيدا للحوار وتوضيحا جميلا من يوسف الحربي لبعض الجهود.
كان بالإمكان خدمة الموضوع بشكل أكبر بضيوف أكثر ملامسة للواقع وبتواصل مع وزارة الثقافة المعني الأكبر بالقضية ليكون لها حضور، أو لو تم التواصل مع رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون أ.د عمر السيف أو رئيسة مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للفنون التشكيلية د. منال الرويشد ستكون الإفادة أكبر والنقاش أشمل، فثقافتنا الفنية أحق أن تناقش قضاياها بصوت مسموع مع من يجيد تقديمها بما تستحق.