محمد المنيف
كما يقال إن العقار يمرض ولا يموت، فنحن هنا أيضاً نقول إن جمعية الثقافة والفنون قد تمرض لكنها لا تموت، مع أن عمرها تجاوز الخمسين عاما، ومر بها من مر من الإدارات، منها من أعطاها ومنحها من البرامج والأنشطة ومنهم من أوقفها عند حدود معينة لم تتجاوزها، بقدر ما كانت تكرر أو تجتر ما كان يقام عند غيرها في الوقت الذي كانت فيه الجمعية منطلقا لفنون الوطن.
هذا الركود أو التوقف في حالات سابقة تسبب في ابتعاد المبدعين إلا القليل منهم ممن يرون أن وجودهم جزء من علاجها أو إبقائها تتنفس، لقد بدأت الجمعية بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد كمؤسس لها، حيث كان اليوم الثاني عشر من ربيع الآخر من عام 1395 هـ الموافق 1975 اليوم التاريخي للثقافة والفنون الذي صدر فيه قرار الأمير فيصل بن فهد بمنح الترخيص النهائي للجمعية، تبعه قرار من الأمير فيصل بن فهد بتقديم كلمة الثقافة على كلمة الفنون، وذلك لشمولية الثقافة في المعنى والمدلول معاً, وليصبح الاسم كما هو الآن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن مهندس الكلمة شعرا ومبدع الريشة تشكيلا أول رئيس لأول مجلس إدارة للجمعية، وقد تحولت الجمعية في وقته إلى أكاديمية للثقافة والفنون، كان قريباً من كل المبدعين، وكان مكتبه مفتوحاً للجميع مانحاً من يعمل معه صلاحية الإبداع الإداري، كان لي وقتها عضوية أول لجنة للفنون التشكيلية في المركز الرئيسي مع الزملاء ضياء عزيز ومحمد الصقعبي وآخرين برئاسة الراحل محمد السليم، ولا أزال أتذكر رقم عضويتي في الجمعية الـ (52)، وأعتز بأن بدايتي مع الفن كانت في الجمعية بدعم من الأستاذ والشاعر احمد السعد أمين سر الجمعية في ذلك الوقت، ولا زلت أتتبع خطواتها مع ما تشرفت به من مشاركة في معارضها مع زملاء ورفاق درب تأسيس الفن التشكيلي السعودي، وبتمثيل الجمعية خارج الوطن في أكثر من مناسبة، لهذا أقول وبما نراه اليوم من جهود مجلس إدارتها الحالي بقيادة الدكتور عمر السيف إن الجمعية تمرض لكن لا تموت.