«الجزيرة» - محمد المنيف:
في سياق تحركها الجديد الذي لفت أنظار ومسامع المثقفين والفنانين على مختلف مواهبهم وأجيالهم أطلقت الجمعية السعودية للثقافة والفنون حساب مشروعها الجديد المتمثل في إنشاء معهد الثقافة والفنون للتدريب والذي أشير إلى أنه سيكون تحت إشراف وإدارة فريق مميز من الشباب السعوديين المؤهلين. واعتبر الحساب أن هذا المشروع يعد مرحلة جديدة تحمل الكثير من الآمال والطموحات والأحلام، ويهدف للتميز والارتقاء بجودة الفنون في مختلف أنواعها وتأسيس مرجعية رسمية لرخص الاعتماد في مجال التدريب على الثقافة والفنون في المملكة العربية السعودية.
انتهى ما نشر ضمن الحساب مع ما ينتظر من كشف لأبعاد المشروع وخطواته التنفيذية.. ونحن هنا إذ نبارك للجمعية هذه النقلة والتحرك نحو إحداث تبدل وتطوير للفنون السعودية التي أصبحت اليوم مجالا للاستثمار وواجهة حضارية تسهم في التعريف بما تحقق للوطن من توجه نحو مستقبل مشرق يعتمد على سواعد أبنائه.. يستلهم من ماضيه ويبحث في كل جديد منطلقا من مبادئ وقيم تحميه من أي تأثير سلبي.
لا يمكن الاختلاف على أن الفنون في المملكة حققت تميزها مع تعدد مشاربها وبجهود ذاتية خصوصا في مجالات المسرح والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي مستثنين الفنون التشكيلية التي حظيت بأقسام للتربية الفنية، أكملت ما بدئ في معهد التربية الفنية، فكان لهما دور في إثراء الساحة التشكيلية بفنانين مؤهلين، لكن الأمر لا يتوقف، وما نشاهده من تسارع عجلة التطور وكثافة المبدعين الشباب جعلنا في حاجة ماسة لمثل هذا المشروع من جهة رسمية كما هي الجمعية السعودية للثقافة والفنون، لتوثيق ما يصدر من شهادات تؤهل الفنان للساحة ويصبح في مسار مدروس مدعم بالمكتسبات النظرية والعملية، بعيدا عما كان يقدم باجتهادات فردية يقوم عليها فنانون في كل المجالات التشكيلية والموسيقية والمسرحية من خلال دورات يقدمها من لا يمتلك أسس التدريب أو التعليم، فكانت مخرجاتهم أقل مما يجب أن تكون عليه الفنون السعودية.