علي الصحن
* لعب الهلال جيداً في مباراة السوبر أمام الزمالك، هاجم بالطول والعرض وحاصر خصمه أغلب أوقات المواجهة في ملعبه، وأضاع عدة فرص كانت إحداها كافية لتغيير موازين اللقاء، في النهاية استفاد الفريق المصري من أخطاء الهلال وسجل هدفين من ثلاث هجمات تحصل عليها في اللقاء. الحقيقة أن الهلال لعب مباراة جيدة، وهناك شبه اتفاق جماهيري على أنها واحدة من أفضل ما قدمه الفريق هذا الموسم، حتى وإن كان قد تعرض فيها لأول هزة بعد سبع مباريات خرج منها بما يريد.
خسارة الهلال ليست غريبة، والنتائج تبتسم لك اليوم، وتكشر في وجهك غداً ولا يوجد الفريق الذي لا يخسر أبداً، وهذه كرة القدم وهذا جمالها، ومن لم يشعر بمرارة الخسارة لن يعرف حلاوة الفوز، والأهم على كل حال أن يستفيد الفريق من الخسارة وأن يخرج منها بدروس تساعده في قابل الأيام.. وفي مباراة السوبر مثلاً شاهدنا سهولة الوصول للمرمى الهلالي من العمق وعدم وجود محور دفاعي متمكن وضعف مردود قلب الدفاع بوتيا وحاجة الفريق لتدعيمه بمهاجم مميز بجوار غوميز، ولا شك أن مدرب الفريق وإدارته قد وضعا نصب أعينهم هذه الأشياء، وأنهم سيعملون على تفاديها خلال المرحلة المقبلة، وتعويض بعض الأسماء الأجنبية بأسماء أخرى تكون قادرة على تقديم الإضافة الحقيقية للفريق.
بعض الجماهير الهلالية ذهب لرمي الخسارة على أسباب أخرى، وذلك ليس من الثقافة الهلالية في الشيء، الثقافة الهلالية لا تؤمن بنظرية المؤامرة، ولا تحاول أن تخرج الأمر من كرة القدم، ومعشبها الأخضر، وهنا أعتقد أنه ليس من صالح الهلال ومستقبله ترسيخ بعض القناعات في المدرج الأزرق، عُرِفَ الهلال عبر التاريخ أنه يخرج من أي خسارة للبحث عن الأسباب الحقيقية من أجل وضع حلول مناسبة لها، وهو الأمر الذي صير الهلال بطلاً على الدوام وجعله حاضراً في كل مناسبة ومكّنه من مواصلة تحقيق الألقاب تلو الألقاب، وجعله ثابتاً والبقية متحركين، انصراف الهلاليين لمعالجة أوضاع فريقهم وعدم رمي أسباب الخسارة على أمور خارجية، أمر راسخ في التاريخ الأزرق وهو القاعدة الأصيلة التي أسهمت في صناعة تاريخ هلالي مختلف عن البقية، وهو أمر يجب أن يستمر حتى يستمر الهلال في مكانته، وعدم الانجراف خلف من يروجون بعض الشائعات في محاولة لإخراج الهلال من الملعب وهو المكان الذي يفضل التواجد والانتصار فيه دائماً.
* يعتقد البعض أن الهلاليين لا يريدون تقنية الفار، ويحاولون الترويج لذلك خاصة بعد إلغاء هدف للهلال في الدقيقة الأخيرة من مواجهة الزمالك، الحقيقة أن الهلاليين يرحبون بهذه التقنية وهم من أكثر من يطالب باستمرارها في الملاعب السعودية، ولن يغضبهم الحق وإن كان ضدهم، وأن محاولة تمرير بعض الآراء لن يؤثر على الهلاليين ورأيهم في هذه التقنية.