ليس من موضوع تتحرك له القلوب قبل العقول كموضوع العلاقات بين المملكة العربية السعودية التي يقودها ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والإمارات العربية المتحدة التي يقودها قائد النهضة والتطوير رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «حفظهما الله»، فهذان البلدان القويان المؤثران المتلاحمان تربط بينهما علاقة مميزة ومهمة بل بالغة الأهمية، لأنها تعطي للخليج كله منعة وقوة ضد أي أطماع خارجية تحاول المساس بمصالح دول مجلس التعاون وعلى نحو أخص مصالح السعودية والإمارات، تلك المصالح التي يقودها المصير المشترك لكلا الدولتين القويتين، فبلدانا ولله الحمد بتوجيه القائدين «سلمان بن عبدالعزيز» و»خليفة بن زايد» وبمتابعة وحرص من «المحمدين» صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «نصرهما الله وأعزهما» الذين يسيران ببلدينا إلى مستقبل واعد فيما يخص التنمية والتقدم، وإلى حضور دولي مؤثر وبدبلوماسية واضحة وجادة، إضافة إلى تفانيهما وعملهما المتواصل في سبيل أن تكون هناك قوة عسكرية رادعة للبلدين يخشاهما من يفكر لمجرد التفكير الإضرار بمصالح الدولتين الكبيرتين سواء داخل الحدود أم في أي مكان من العالم. وعلى الرغم من اهتمام الدول بتطوير علاقاتهما مع السعودية والإمارات منذ التأسيس لكلا البلدين انطلاقاً من أهميتهما الجغرافية والسياسية والشعبية والاقتصادية، زاد هذا الاهتمام في السنتين الأخيرتين مع العمل الدبلوماسي الرائع الذي يبذل بتوجيه الزعيمين «سلمان وخليفة»، وبإدارة بالغة الدقة والتأثير من جانب مسؤولي البلدين ووفق تخطيط وعمل مذهل يرمي إلى تمكين البلدين من تسجيل حضورهما بمجالات مختلفة في أكثر من دولة في العالم. ومع هذه الوحدة في المصير والمصلحة المحكومة بإرادة قيادتي وشعبي البلدين لم يعد هناك جهد سعودي منفرد عن الإمارات ولم يعد هناك عمل إماراتي منفرد عن السعودية، كلا البلدين يمضيان في مسار واحد وإلى مستقبل واعد بإذن الله بأمر القادة وبلحمة وطنية باتت متجسدة وواضحة في المناسبات الوطنية التي تقام في أياً من البلدين المباركين.
فاليوم ولله الحمد والمنة نغبط أنفسنا على هذا التلاحم الذي بات محل إعجاب العالم وبات يجسد حقيقةً أن المصير مشترك والبوصلة في اتجاه واحد ومحدد. وتجلى ذلك في المجلس التنسيقي السعودي الإماراتي الذي رسم خارطة الطريق لهذا المصير ليمضي بتوازن وبتلاقٍ مرفوقاً بمنعه من أي مؤثرات قد يعمل عليها كثيرون ممن ينظرون لهذه العلاقة بخوف ولا يريدون لها الخير لأنهم يدركون أنه لن تقوم لهم قائمة ما لم يكونوا ضمن هذا المسار الذي يحمل الخير الكثير لشعوب الخليج قاطبة وليس الشعبين السعودي والإماراتي. فما تعمل عليه قيادة البلدين لا يتوقف على بلدينا فقط بل يشمل كل أبناء وبنات الخليج الذين هم ضمن هذا المسار ومعه، أما من سوف يفكر بالتغريد خارج السرب من المؤكد أنه سيخسر خسارة كبيرة وسيكون ساقطاً أمام حزم وعزم «السعودية والإمارات».
إن بلدينا ولله الحمد يعيشان مرحلة ذهبية على كافة الأصعدة والمستويات وهي تتويج بدون شك لمراحل سابقة انطلقت منذ التأسيس وتواصلت مع كافة العهود حتى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ خليفة بن زايد «رعاهما الله»، إذ بلغت اللحمة والوحدة إن صح التعبير بين البلدين مرحلة غير مسبوقة على الإطلاق ومرحلة ترسم تاريخاً جديداً كما يظهر من توالي الأحداث والمناسبات. فاليوم باتت أغلب دول العالم تركز على بناء مصالحها مع السعودية والإمارات بشكل خاص لما لهما من ثقل كبير وأهمية بالغة في العالم ومنطقة الشرق الأوسط وفي منطقة الخليج على وجه الخصوص حيث الثروات وحيث الاستقرار السياسي الفريد من نوعه انطلاقاً من العلاقة المتميزة التي تربط شعبي السعودية والإمارات بقيادتيهما.
إن العلاقات السعودية الإماراتية بلغت مستويات متقدمة جداً خصوصاً بعد إنشاء المجلس التنسيقي السعودي الإماراتي في شهر مايو من عام 2016م، ففي اللحظة التي أعلن فيها عن هذا المجلس، كان ذلك بمثابة نقلة غير عادية في العلاقات بين البلدين التي لطالما كانت متميزة ومهمة، ثم أتت النقلة الثانية التي تعتبر نوعية واستراتيجية بكل ما للكلمة من معنى حينما عقد المجلس أول اجتماعاته في يونيو من عام 2018م بمحافظة جدة في المملكة برئاسة الكريمين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وعلى إثر هذا الاجتماع جرى الإعلان عن 44 مشروعاً استراتيجياً في مجالات اقتصادية وتنموية وعسكرية. وبعد أشهر قليلة ها هو المجلس الآن يحقق نتائج رائعة ويسير إلى ما هو أفضل بإذن الله بفضل القيادة الحكيمة والعمل الجاد والمثابرة من كافة أبناء وبنات الشعبين، وهم بتوجيهات قادتهم سيسعون دون شك إلى تحقيق أهداف المجلس المتمثلة في وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون، إلى جانب تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين، وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية، وكذلك بناء منظومة تعليمية فعّالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان، وأيضاً تعزيز التعاون والتكامل بين البلدين في المجال السياسي والأمني والعسكري، وضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون والشراكة بين البلدين. إضافة إلى إبراز مكانة الدولتين في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية والتكامل السياسي والأمني العسكري، وتحقيق رفاه مجتمع البلدين.
إن تلك الأهداف تحمل بين طياتها ازدهار وتطور ونماء للبلدين إذا ما تحدثنا عن الجانب الاقتصادي الذي يعطي قوة كبيرة للبلدين حين يجتمعان مع بعضهما البعض، فالدولتان بفضل الله يملكان اقتصادين قويين على مستوى العالم، فالمملكة تأتي من بين دول العشرين الأقوى اقتصاداً في العالم، والإمارات كذلك من الدول المهمة والمؤثرة اقتصادياً والتي تمتلك صندوقاً سيادياً قوياً وحاضراً بقوة في أماكن عديدة من العالم باستثمارات تعود بالخير على البلاد. لذا من المؤكد أن اتحاد هاتين القوتين الاقتصاديتين الهائلتين تحت مظلة «المجلس التنسيقي» سيعطيهما بكل تأكيد مجالاً واسعاً للتحرك بصورة أكبر عالمياً في ظل سيرهما في ذات المسار وبرصيد سوف تتوقف عنده كل دولة من دول العالم باعتبار أن التعاون مع هذين الاقتصادين يعكس نجاحاً لأية دولة يتاح لها ذلك، وقد تجلى هذا الأمر في الفترة الماضية وعبر مناسبات مختلفة، فحين تخير الدول بين اقتصادي السعودية والإمارات، يتجه الاختيار على الفور للقطبين الأقوى في الخليج، وذلك الأمر يمثل سعادة كبيرة لنا نحن أبناء البلدين فنحمد الله سبحانه وتعالى على أن من على بلدينا بهذه النعم التي لا تعد ولا تحصى، والحمد لله الذي جمع بيننا وألف قلوبنا وزادنا أكثر مما نحن فيه، ويستحق الحمد والشكر سبحانه.
تخيلوا يا سادة «السعودية والإمارات» وهما يمضيان نحو المستقبل يداً بيد، كم هذا المنظر يثلج الصدر، وكم لهذا الأمر من عائد ضخم على الأمتين العربية والإسلامية، فإذا واصلت هاتان العملاقتان سيرهما على هذا النحو في المرحلة المقبلة ستشهد بلدانا قفزات هائلة قد لا تخطر على بال البعض منا، لأن الشراكة جادة وصادقة، والشريكين أكثر من أهل وإخوة، والهدف نبيل وراقٍ والغاية رفعة الأمة ونصرتها والوصول للقمة، ولعلي أشير للعبارة الشهيرة لشيخنا الكبير في مقامه وحكمته الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حين قال: «شعبي لا يرضى بغير المركز الأول»، وأقول له: «يا سمو الشيخ بالفعل شعبك أهل البيت الواحد السعوديين والإماراتيين لا يرضون ولن يرضوا بغير المركز الأول، في ظل القيادة الحكيمة للزعيمين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان».
حفظ الله بلدينا وزاد محبتنا لبعضنا البعض وأذهب عنا كيد الفجار وصان أوطاننا من غدر الخونة الذين لا يردون بنا خيراً.. «السعودية والإمارات» حقاً معاً إلى الأبد.