طموح بحجم السماء، هو ما كان الوضع عليه قبل تأسيس وكالة الإمارات للفضاء منتصف العام 2014 بموجب مرسوم تأسيس صدر عن قيادة رشيدة، أدركت منذ زمن بعيد أهمية تطوير قطاع فضاء وطني، ينتقل بالدولة إلى مراحل عملية وفكرية جديدة، وإلى طموحات حلقت نحو استكشاف الفضاء والخوض في تحدياته.
وإذا عدنا إلى منتصف سبعينيات القرن الماضي سنتلمس هنالك أولى ومضات ما أصبح اليوم أكبر قطاع فضائي من حيث المشاريع والاستثمارات على مستوى المنطقة، هي الرؤى الثاقبة للمغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الذي بعث بلقائه فريق بعثة أبولو آنذاك رسالة إلى شعب الإمارات والعالم أجمع، مفادها أن طموحات الإمارات لا حدود لها، وأننا سنقوم بإحياء تاريخ أمجادنا في ريادتهم لمجال الفضاء عن طريق التعاون مع الخبراء العالميين الأكفاء، والتعاضد مع قادة المستقبل من أبناء الوطن المبدعين والأفراد المؤهلين لقيادة عجلة التميز والتفوق في هذا القطاع.
واليوم تقود دولة الإمارات الطموحات الفضائية للمنطقة مستنيرة بالإنجازات الفلكية التي وصل إليها العلماء العرب منذ قديم الزمان، راسمة طريقًا لدخول هذا القطاع من أوسع أبوابه حتى تواصل مسيرة الحداثة والريادة في مختلف المجالات والأصعدة، إضافة إلى الإنجازات التي جعلتها تبرز بوصفها وجهة مضيئة على خريطة العالم؛ لتكون مثالاً يحتذى به في توظيف الإمكانات وترسيخها.
وتتواصل الاستثمارات ضمن قطاع الفضاء الوطني بشكل مطرد بما يسمح بإطلاق مشاريع ومبادرات من شأنها أن تُحدث تأثيرًا إيجابيًّا حقيقيًّا في جميع القطاعات المتعلقة بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، من بينها مشروع «مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ، الذي يعتبر بمنزلة إعلان نية عن المستقبل المبني على المعرفة الذي تسعى الدولة إلى تحقيقه؛ فالهدف من المشروع ليس الكشف عن أسرار هذا الكوكب فحسب، بل في مسيرة بناء المعارف العلمية والمقدرات الوطنية خلال مراحل هذا المشروع التاريخي.
إن وكالة الإمارات للفضاء تجسد رؤية الإمارات 2021، وسيكون لمساهمتها في خطط التنويع الاقتصادي وتعزيز نمو الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة في الدولة أثر كبير في الوصول إلى هذه الرؤى والأهداف.
** **
معالي الدكتور/ أحمد عبدالله بالهول الفلاسي - وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة - رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء