«الجزيرة» - خاص:
تتولى وكالة الإمارات للفضاء مهمة الإشراف على البرنامج الوطني للفضاء، وهو أكبر خطة علمية متكاملة من نوعها على مستوى المنطقة لاستكشاف الفضاء، ويؤسس لحقبة جديدة لمستقبل الدولة يكون الفضاء عمادها وأحد ركائزها الأساسية. ويتضمن البرنامج عدة عناصر رئيسية، من بينها مشروع «مسبار الأمل» لاستكشاف كوكب المريخ، ومشروع «المريخ 2117» وبرنامج إعداد رواد الفضاء، وغيرها من البرامج التعليمية.
مسبار الأمل
يعتبر مشروع «مسبار الأمل» الذي تشرف الوكالة عليه وتموله بالكامل الأول من نوعه تخوضه دولة عربية وإسلامية، حيث ستكون دولة الإمارات العربية المتحدة بفضله من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف المريخ. وسينطلق المسبار الذي يعمل على تطويره مركز محمد بن راشد للفضاء في مهمته عام 2020، ومن المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.
وسيعمل المسبار على دراسة شاملة للغلاف الجوي والمناخ على كوكب المريخ، حيث سيقدم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي على مدار العام، وسيدرس كيفية تفاعل الطبقة العليا والطبقة السفلى من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، كما سيبحث في العلاقة بين مناخ المريخ الحالي وما كان عليه في الزمن الماضي البعيد قبل تلاشي غلافه الجوي.
وسيشارك المهندسون الإماراتيون في جميع الجوانب الرئيسية للمشروع وذلك ضماناً لتحقيق هدف اكتساب المعرفة ونقلها، كما سيشاركون في تطوير هيكل المركبة الفضائية ومكوناته الرئيسية والأجهزة التي يتضمنها.
«المريخ 2117»
«المريخ 2117» فهو مشروع لتطوير المقدرات والكوادر الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، تقود فيه الدولة تحالفات علمية بحثية دولية لتسريع العمل على الحلم البشري القديم في الوصول لكواكب أخرى من خلال بناء أول مستوطنة بشرية على المريخ خلال مائة عام.
وسيعمل مشروع «المريخ 2117 «على وضع خطة لإعداد كوادر بشرية تستطيع تحقيق اختراقات علمية لتسهيل وصول البشر للكوكب الأحمر خلال العقود القادمة، حيث سيبدأ المشروع بفريق علمي إماراتي ويتوسع خلال الفترة القادمة لضم علماء وباحثين دوليين، وتنسيق جهود بحثية بشرية في مجال استكشاف واستيطان الكوكب الأحمر.
ويشمل «المريخ 2117» العديد من المشاريع، من بينها إنشاء «مدينة المريخ العلمية» وهي أول وأكبر مدينة علمية في دولة الإمارات لمحاكاة واختبار أنماط الحياة على كوكب المريخ، حيث تحتوي على قبب المريخ ليستطيع الناس من خلالها محاكاة تجربة الحياة على الكوكب الأحمر، وعلى متحف المريخ وعلوم الفضاء وعدد من المختبرات العلمية المتخصصة، كما يضم المشروع «مختبر انعدام الجاذبية» الذي يشمل تنظيم مسابقة لإيجاد أفضل اختبارات يمكن إجراؤها في بيئة تنعدم فيها الجاذبية، بالإضافة لمشروع «هندسة المعيشة على كوكب المريخ» وهي مبادرة لتصميم وطباعة أفضل مبان على كوكب المريخ بواسطة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
برنامج إعداد رواد الفضاء
يهدف برنامج إعداد رواد الفضاء والذي يتم تنسيقه من قبل وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء إلى إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية للقيام بتجارب علمية تعود بالمنفعة على البشرية، بالإضافة إلى الارتقاء بطموحات الشباب من خلال جعل رواد الفضاء قدوة لهم ودعم رؤية الدولة في بناء اقتصاد مبني على المعرفة، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي وإرساء مكانة الإمارات في مجالات العلوم والتقنية علاوة على تعزيز روح الاستكشاف والبحث العلمي في المجتمع.
البحوث والتعليم
يعتبر تعزيز ودعم جهود البحث العلمي والابتكارات والمشاريع في مجال الفضاء أحد أهم أهداف الخطة الاستراتيجية لقطاع الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتسعى وكالة الإمارات للفضاء في هذا الإطار إلى تقديم الدعم لأبحاث واكتشافات علوم الفضاء من خلال الاستثمارات المباشرة وعن طريق صناديق تمويل الأبحاث والدراسات الفضائية التي تقدمها مؤسسات محلية ودولية، إضافة إلى تطوير مراكز أبحاث الفضاء مثل المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء وتمويلها.
برنامج التعليم الفضائي
يركز البرنامج التعليمي لقطاع الفضاء بدولة الإمارات العربية المتحدة على الاستفادة من تقنيات الفضاء المحلية، وتمكين العلماء والمهندسين الإماراتيين من التركيز على نقل المعرفة، وتأسيس بنية تعليمية وعلمية متكاملة، مدفوعة برؤية القيادة الرشيدة الرامية إلى تنمية رأس المال البشري في المؤسسات الصناعية والبحثية والأكاديمية للدولة باعتبارها الأساس الذي تقوم عليه التنمية المستدامة.
الأقمار الصناعية المصغرة
تشجع وكالة الإمارات للفضاء المؤسسات الأكاديمية والبحثية في الدولة على إطلاق برامج لتطوير أقمار صناعية مصغرة، حيث تعمل الوكالة بالتعاون مع كل من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة على تطوير قمر صناعي جديد لدراسة مستويات غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض، حيث سيجري تطويره من قبل طلاب الجامعة بالاستفادة من المرافق والمخابر العلمية فائقة التطور في «معهد مصدر»، ليطلق خلال منتصف العام 2019 من قبل «وكالة استكشاف الفضاء اليابانية» من أحد المواقع التي تديرها في اليابان.
التعاون الدولي والتبادل المعرفي
تعمل وكالة الإمارات للفضاء على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع أهم المنظمات والوكالات والشركات الرائدة في صناعة الفضاء، حيث وقعت عدداً من الاتفاقيات الهامة مع جهات رائدة في قطاع الفضاء الدولي، مثل وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، ووكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، ووكالة الفضاء الهندية، حيث تنص معظم المذكرات على بنود متعلقة بمشاركة الخبرات التعليمية وتبادل الخبرات وتطوير المؤهلات والكوادر المتخصصة.