«الجزيرة» - أحمد القرني / تصوير - فتحي كالي:
أكَّد معالي وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة أن مجال التقنيات الصحية الرقمية سيكون محوريًا في التحول الذي تقوم عليه الوزارة في الخدمات الصحية. وقال معاليه في كلمته خلال افتتاح أمس مؤتمر ومعرض الصحة الرقمية الدولي والذي تنظمه وزارة الصحة والمجلس الصحي السعودي والهيئة السعودية للتخصصات الصحية: مجال التقنية الصحية الرقمية مجل ضخم جدًا، وسيكون محوريًا في التحول الذي نقوم عليه في الخدمات الصحية، ورؤية المملكة 2030 يتضمن جزءًا كبيرًا منها في مجال الصحة، وكما تعلمون فإن وزارة الصحة تتوجه إلى أن تكون منظمة للقطاع، فيما سيتم فصل الخدمات الصحية عن الوزارة، حتى يكون لدينا بالفعل منظم مستقل فيما يتعلق بالتشغيل حتى يكون لدينا حكم أفضل. وأضاف الدكتور الربيعة، سيتم توفير التأمين الصحي الوطني وهو جزء كبير من هذه المنظومة للارتقاء بالخدمات الصحية وتقديمها بشكل أفضل في المستقبل القريب، مؤكدًا أن الصحة الرقمية سوف تكون جزءًا أساسيًا من هذا التحول، وتدعمه، وسوف تسهل بشكل كبير في تجويد الخدمات الصحية من جهة، وسوف تساعد في الوصول إلى الخدمات الصحية من جهة أخرى. وأشار وزير الصحة إلى تطبيق «موعد» الذي تم عرضه خلال حفل الافتتاح، قائلاً «هذا التطبيق هو من التطبيقات الرئيسة الذي يسهل للمواطن استخدام التقنية الرقمية للوصول للخدمات الصحية من خلال الهوية الوطنية عن طريق تطبيق أبشر بأن يحصل على موعد في أقرب مركز صحي ومتابعة الموعد أو تغييره أو التحويل إلى المستشفى إذا لزم الأمر، وكذلك تقييم الخدمة المقدمة، وهذا سيسهم في مساعدتنا في تجويد وتطوير الخدمات الصحية، وقد سجل في تطبيق موعد حتى الآن نحو مليونين ونصف المليون شخصًا، إضافة إلى تسجيل أكثر من ثلاثة ملايين وتسعمائة ألف موعد خلال أربعة أشهر فقط، ونحن لا زلنا في البداية، فالنمو والتطور هائل، وسوف يتم تطوير هذا التطبيق في المستقبل، وسيحدث نقلة نوعية في الخدمات الصحية. كما أوضح الدكتور توفيق الربيعة أن تطبيق «صحة» الذي أطلقته وزارة الصحة سوف يضع المريض في لقاء مباشر مع الطبيب عن بُعد، وهو يحقق أيضًا تواصلاً مع الطبيب إما وجهًا لوجه أو عن طريق الرسائل عبر التطبيق، إضافة إلى الخدمة الموجودة سابقًا من خلال مركز الاتصال على الرقم 937 والذي يقدم خدمة كبيرة وفاعلة، حيث يسجل في العام الواحد أكثر من مليون ونصف المليون استشارة طبية عن طريق هذا المكز. وبين معالي وزير الصحة أن الوزارة تعمل على تطوير الوصفة الطبية الإلكترونية في المستقبل، بهدف وصف الأدوية إلكترونيًا ومتابعتها، ولن يكون حاجة للذهاب إلى المستشفى أو المركز الصحي. وقال معاليه «أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورًا هائلاً في تطوير الخدمات الصحية في السنوات القادمة»، وذكر أمين عام المجلس الصحي الدكتور أحمد العامري أنه يجري العمل على الذكاء الاصطناعي في معالجة أمراض الأورام، ونحن في وزارة الصحة سوف نضيف خدمات الذكاء الاصطناعي في تطبيق «صحة» بحيث يستطيع الشخص المستفيد التواصل مع محرك الذكاء الاصطناعي، ويشرح له المشكلة الطبية، ومن خلال التجارب التي عملت خارج المملكة أن محرك الذكاء الاصطناعي يعطي نتائج أفضل من الحاجة إلى زيارة الطبيب، ونحن نقدر الدور المحوري للطبيب الذي لا يمكن الاستغناء عنه، لكن هذه التقنية سوف تخفف الضغط على الطبيب، ويسهل الوصول للخدمات الصحية في الأمراض الشائعة. كما استعرض وزير الصحة تطبيق قراءة الأشعة عن بُعد، وقد تم تطبيقها في أربعة مستشفيات، وسوف تتوسع الوزارة في هذه التقنية، حيث تسهم في سرعة قراءة الأشعة، وتقديم الخدمة، وسوف يستخدم الذكاء الاصطناعي في هذه التقنية وستكون قراءتها أعمق وأدق. وشدد الدكتور توفيق الربيعة على ضرورة تدريب وتأهيل الممارسين الصحيين على استخدام التقنيات في المجال الصحي، مقدمًا شكره إلى هيئة التخصصات الصحية اشتراط التدريب على التقنية كجزء من متطلبات الحصول على رخصة الممارسة الصحية. واختتم معالي وزير الصحة كلمته قائلاً «المستقبل مشرق في توظيف التقنية في الخدمات الصحية، وستكون المملكة العربية السعودية رائدة في هذا المجال -إن شاء الله».