حمد بن عبدالله القاضي
أحسن (وصفة) لراحتك عندما لا تستطيع الحصول على ما تريد، وأنجع علاج لارتياحك من قلق ما فات عليك هو أن تتوشح ببياض الرضا.
هنا فقط تشعر بغدير من الارتياح تسبح فيه نفسك وآمالك.
ألم يقل الشريف الرضى في وصفة علاجية سليمة:
ومثلي لا يأسى على ما يفوته
إذا كان عقبى ما ينال زوال
وما أندى وما أصدق تعليله على عدم ندمه على ما فاته فـ:
عقبى ما يتم نواله هو الزوال من مال أو جمال أو عقار أو أسهم أو سندات..!
كم هم رجال أعمال ومال بحاجة إلى معايشة وتجسد هذه الحكمة الذهبية الصادقة.
ترى كم من (مضارب أسهم) أقتات الألم من نفسه لفوات صفقة عليه.. ولكن لو فكر وتدبر وعرف أن (عقبى ما ينال زوال) لارتاح وأراح..!
وكم تاجر فاتت عليه فرصة تجارية أو عقارية، فتشرب الندم إلى نفسه ولكن لو أدرك أن كل ما ينال إلى زوال.. لخيمت القناعة في مضارب نفسه, وسعد بما لديه من خير ومال.
وكم من شخص عاثت الحسرة في مسارب ذاته لعدم نيله منصباً، ولكن لو أدرك أن هذا المنصب قد يرهقه عنتا وأن هذا الكرسي سيزول من تحت قدميه لنام قرير العين هانيها..!
وبعد..!
إن هذه الرؤية للحياة ليست دعوة للقنوع أو التبلد، أو عدم الطموح ولكنها دعوة إلى الرضا والقناعة وعدم افتراس أنياب الألم لنفوسنا عندما لا نظفر بما نريد بسبب أو حكمة قد نعلمها.. وقد لا نعلمها..!
* * *
=2=
النظام والمرونة التي تجعل النظام يقول نعم.
لننظر لكثير من مؤسسات القطاع الخاص ونجاحها بتقديم خدماتها أو بنجاح المسؤول بإدارتها نجد السر وراء ذلك هو المرونة بأنظمتها وإعطاء التنفيذيين الصلاحيات التي تمنحهم إمكانية التعامل مع الأنظمة واللوائح لاتخاذ القرار. وتتأثر كثيراً حراك التنمية وعجلة التطوير إذا اجتمع تعقيد الأنظمة مع عدم قدرة المسؤول على التعامل معها.
قال لي صديق ممن عملوا مع مسؤول حقق نجاحاً مشهوداً ألا هو معالي د. عبدالله بن عبدالرحمن العثمان مدير جامعة الملك سعود السابق.. يقول هذا الصديق: إن د. عبدالله إذا رأى فقرة بالنظام قد تقف عائقاً أمام إنجاز أو اتخاذ قرار كان يأتي بالمستشار أو القانوني أو صاحب الخبرة بالأنظمة فيقول له: أريد أن تبحث وتدرس هذا الموضوع وفق المرونة التي تجعل النظام يقول نعم وليس لا
نعم النظام جاء لييسر العمل لا ليعسره