فهد بن جليد
رغم أنَّني مثال حي في صغري (لمصاص العجم) أي الطفل البخيل الحريص على المال, خصوصاً أنَّ الوالدة - حفظها الله - لم تستطع أن تفطمني من الرضاعة الطبيعية إلا بعد تجاوزي (العامين), بسبب تعلقي الشديد بكل ما هو (مجاني), على اعتبار أنَّ الحليب الطبيعي لا يكلف شيئاً مثل (قواطي النيدو) التي يلتحها أقراني - لَتَحَ في المعجم الوسيط- الجوع, ويُقال لتح فلاناً أي ما ترك عنده شيء إلا أخذه, لدرجة أنَّني أشعر بأنَّ الحليب الطبيعي أثر علي في مسيرة حياتي (الاقتصادية) فيما بعد, على الأقل بزود (الذهانة) الحسابية والخوف دائماً من الخسارة والمُغامرة لزيادة الدخل.
عكس ما تُروِّج له أحدث الدراسات الطبية التي أجرتها جامعة كوينز بلفاست بتوصلها إلى نتائج مُذهلة حول تأثير الرضاعة على الاقتصاد - مع تحفظي - على نتائج الدراسة كوني مثالا حيا (لطفل مفلس) رغم أنَّه رضع من حليب أمه أكثر من عامين, فالدراسة تقول: إذا كنت ممَّن (رضعوا) حليباً طبيعياً في الصغر, فإنَّك ستكون الأغنى مالياً والأكثر دخلاً بين أصحابك وأقرانك, فغالباً مُنذ نعومة أظافرك وأنت (طفل) مرضي عليه ومرزوق وتفهم القرش جاي منين ورايح وين؟ البداية بتوفيرك قيمة (الحليب الصناعي) ومصاريفه, كما أنَّ دخلك المالي سيزداد بنسبة تفوق الـ 10%, على اعتبار أنَّ حليب الأم يُحسِّن تطور الدماغ, ويُقلِّل مخاطر الحساسية والمرض, القصة دائماً على ذمة (ديلي ميل).
الجهل بفوائد الرضاعة الطبيعية على الأم والطفل أنتج لنا جيلاً جديداً من الأمهات اللاتي يفضلنَّ تعويد الطفل على الرضاعة الصناعية, بحجة العمل أو السفر وحتى لا يتعلق بها طوال الوقت, مُتناسين أنَّ الرضاعة الطبيعية ببساطة هي الطريقة الطبيعية لإطعام الطفل في الستة أشهر الأولى من عمره على أقل تقدير, حتى عند نساء العالم الأول العاملات, وأي وسيلة أخرى لتغذية الطفل لن تؤدي ذات الدور الصحي والفائدة الغذائية والاقتصادية, عطفاً على الدراسة أعلاه!.
وعلى دروب الخير نلتقي.