يوسف المحيميد
لم يحدث من قبل أن اجتمعت نحو ثلاث وعشرين جائزة عربية من مختلف الدول العربية، في منتدى على مدى يومين، للنقاش والتحاور وطرح الأفكار الرائدة التي من شأنها تطوير عمل هذه الجوائز، وتعزيز مصداقيتها، حيث كانت مبادرة جائزة الملك فيصل، وأمينها العام الدكتور عبدالعزيز السبيل، قد حققت عددا من النجاحات المبكرة تم وضعها في محضر بعد اجتماع مغلق لأمناء هذه الجوائز، وهي أن يستمر هذا المنتدى، وتعقد اجتماعاته كل سنتين، وأن يؤسس بوابة إلكترونية تضم هذه الجوائز، وغير ذلك مما يطور آليات عملها.
ورغم أن كثيرًا من الجوائز العربية ذات طابع أدبي، في مجالات الرواية القصة والشعر والنقد، إلا أن العواصم العربية غير الرياض هي من يحتضنها، الرياض عاصمة العرب سياسيا واقتصاديا، تلك المدينة التي تزهو بأهم جائزة عالمية كبرى، تمنح لفائزين نجح بعضهم فيما بعد في حصد نوبل، ولكن في مجالات العلوم والطب، دون الأدب، فهل تتوسع جائزة الملك فيصل في إضافة فرع جديد، يتعلق بالإبداع الأدبي، وليس اللغة العربية فحسب، خاصة في ظل التطوير الذي تشهده الجائزة على يد مبادرات أمينها العام د. السبيل.
الأمر الآخر، ما الذي حدث لمحاولات إعادة جوائز الدولة التقديرية، لماذا لا تعود مجددًا بعد طرحها لدورة واحدة في الثمانينات، ولماذا لا يضاف إليها جوائز الدولة التشجيعية للأدباء الشباب، ولماذا لا تتبنى وزارة الثقافة جائزة باسم الدكتور غازي القصيبي في مجالي الرواية والشعر؟ لماذا لا يؤسس جائزة للقصة القصيرة باسم عبدالعزيز مشري يرحمه الله؟
أعتقد أن هذه الجوائز إذا كانت ذات مصداقية عالية، وسمعة جيدة، فستسهم في تطوير مختلف الأجناس الأدبية.