عبده الأسمري
بين كيميائية وطنية وديناميكية مهنية سار في مسارب «التحديات» ونهل من «مشارب» الإنجازات.. جال بين «الثكنات العسكرية» خبيراً وصال وسط دروب «الدبلوماسية» سفيراً.. فكان «ابن الوطن الأصيل» و»الجندي المجهول» الذي أجاد تفصيل رداء «الإستراتيجية» وجوّد عطاء «المهمات بيقين «الأداء» وتيقن «الجودة» سطت حكمته في ميادين «الأزمات» فكان المدير الفني والخبير العسكري الذي فكك صلابة «المحن» ووأد مخططات «الفتن» فظل صانع الخطط وعرَّاب الاحتفال في حضرة «الانتصار» بين مسارات السياسية ومدارات التكتيك .
إنه الوجه الديبلوماسي الوطني سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر أحد أبرز الكفاءات الدبلوماسية في وزارة الخارجية.
بوجه جنوبي تملؤه مكونات «الجدية» وتحفه مقومات «الندية» ومحيّا بشوش تؤطره بسمة حين الاستقرار وهمة حيث القرار وعينان نضاختان بالعلم والحلم مع قامة أنيقة تعتمر الزي الوطني وصوت جهوري خليط بين اللهجة الجنوبية التي تتقاطر منها «الأمثلة» ولغة يتوارد منها «الامتثال» مع تماثل كلامي ينم عن ثقافة عسكرية متعمّقة وحصافة سياسة عميقة قضى آل جابر عمراً ناثراً عبير الخبرة وربيع التجربة أمام منصات «الاعتبار السياسي» وعلى طاولات «الاقتدار الوطني» كبطل مرحلة وعقل ملحمة في سنوات سجل فيها بصمات «الإدارة» وسمات «الإرادة» بروح «العسكري» وبوح «الدبلوماسي»
في وادي بن هشبل شمال خميس مشيط ولد آل جابر وركض بين مزارعها وهضابها خائضاً غمار طفولة مارس فيها طقوس «الفطرة» وسطع خلالها من شموس «البراءة» فنشأ ملازماً لوالده الذي علَّمه ماهية «الالتزام» سراً وجهراً ليغرس في قلبه «الصغير» مآثر الرجولة باكراً وآثار البطولة مبكراً فتنوَّعت مهامه بين تفوّق دراسي ورعي للأغنام وبيع للفاكهة وسط همم لا تعترف إلا بالنتائج. عاش بداياته منجذباً إلى أحاديث «التاريخ» في جلسات «عشيرته» متجاذباً مع موشحات «العصامية» في مرابع ديرته.. فتكاملت في ذهنه عبقرية «الصغار» واكتملت في مخيلته «قدرية» التربية فنما مشفوعاً بالعون الأسري والتعاون العائلي في كنف والدين ربياه على الصفاء والوفاء وامتطاء صهوة «المصاعب» بكفاءة الاعتماد.. واعتمادية الكفاءة .
كان آل جابر يشاهد سرب الطائرات المقلعة من قاعدة خميس مشيط الجوية مخطوفاً إلى السلام الملكي واستعراض أرتال العسكريين في الزيارات الرسمية متوائماً مع العزف الذاتي لأمنية «الميول العسكرية» التي اعتمرت وجدانه واستعمرت قلبه فأسر إلى أسرته حديثاً أن يبني منظومة «الحلم» من بوابة التعليم العسكري فالتحق بكلية الملك عبدالعزيز الحربية ونال بكالوريوس العلوم العسكرية مع مرتبة الشرف وحصل على ماجستير في ذات التخصص بامتياز مع سيف الشرف والمركز الأول من كلية القيادة والأركان ونال ماجستير في إدارة الأعمال بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة الملك عبدالعزيز.. ولأنه مسكون بالتخطيط الإستراتيجي فقد حصل على دورة تحليل إستراتيجي من أمريكا ودورة في تخطيط العمليات النفسية من بريطانيا..عمل في وزارة الدفاع وملحقاً عسكرياً واختير ليكون سفيراً للسعودية في اليمن خلال محاصرة الحوثيين للعاصمة صنعاء ونال عضويات في عدة لجان بالداخل والخارج فيما يخص عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل وأيضاً تحقيق الحل السياسي للازمة اليمنية. مثَّل السعودية ودول مجلس التعاون في اجتماع سفراء الدول العشر الداعمين للمبادرة الخليجية بشأن اليمن وأشرف على عمليات الإغاثة السعودية وإيصالها للمنظمات الخيرية في اليمن أثناء الحصار الحوثي.
كان آل جابر السفير الوحيد الذي وجد مع كامل أعضاء بعثته في العاصمة المؤقتة عدن. ويسجل آل جابر البطولة المثلى عندما قاد باحترافية عملية إجلاء أعضاء البعثة السعودية وعدد من الدبلوماسيين الخليجيين والعرب في عملية منفردة، حيث خرج بهم في سفن مستأجرة من اليمن إلى السعودية.
ترأس آل جابر عدة وفود سعودية وفرق عمل في عدة مناسبات ومحافل دولية. وتولى أيضاً منصب المشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ومدير مركز إسناد خطة العمليات الإنسانية في اليمن.. تقلّد آل جابر العديد من الأنواط والأوسمة.. نظير مهارته ومهاريته العالية في التعامل مع الملف اليمني وارتهانه إلى عتاد ممارسة ميدانية وتمرس مهني وارتكانه إلى عقلية فذة أسست أعمدة متينة من الإستراتيجيات لمواجهة الأزمات.
محطات عدة كان فيها محمد آل جابر رمزاً وعزاً.. سجّل فيها ملاحم من الإنجاز والامتياز بين التحديات والمهمات ليضع اسمه في متن «المؤثّرين» ويسجل كفاءته في خانة «الكبار» بكل اعتبار.