د. خيرية السقاف
بعض المواقف تجمع الناس في نبضة واحدة, وتوحد مشاعرهم في مجرى بوصلة مستثناة..
هذه المواقف غالبًا ما تأتي حين فرح, وحين حزن..
الأفراح والأحزان لا يأتيان من خارج القلب, وللقلوب حالاتها وسِماتها..
ولها خصائصها الفطرية ففيها تكتنز الدوافع, وتتكون ذراتها, وعنها تتشكل حركة الإنسان في حياته, يُقبل أو يدبر, يندمج أو ينسحب, يشارك أو ينعزل, بمعنى يحب أو لا يفعل..
القلوب معامل, وهي خزائن, وهي منصات, وهي أبواب, وهي بوصلات, وهي محركات, ومثبطات...
القلوب تَعْقِل, فهي التي تدفع المرء لفعله, وهي تشعر فهي التي تمنحه شارة الخفق ليمنح..
تماما بمثل ما يحدث الآن في مجتمعنا..
الناس تجتمع ذرات قلوبها في مجرى الفرحة بالمنجزات من حولها, ولا أجمل, ولا أصدق من مُنْجَز حديث ولي العهد الأخير لمندوبي «بلومبيرغ» هذا الحديث الشاهد على سيادة الوطن, ومنطق الحق فيما له وما عليه, كرِّ فيه مسبحة الحقائق, وبسط فيه الأدلة, وأفاض بالمواقف, وصنع للقلوب فرحتها التي اجتمعت في نبضة واحدة...
بلا شك فإنه الفرح الذي عم الناس وتبدَّى في المشاعر المشتركة كما نبضة في صدر فرد واحد..
الفرح الفخم هذا حالة قلبية مفعمة بالسرور, باعثة للثقة, واعدة بالعمل, دافعة للصدق, والبذل, ملهمة للأحلام, موجبة لنبضة القلب الواحد..
جمع الله كل الوطن فيه ينبض سرورا بنجاحاته, وسيادته, ونصره, وعزه.