د.عبدالعزيز الجار الله
حوار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لـ(بلومبيرغ) هو حديث الخارج والداخل، وهو من الحوارات التي انتظرناها لتوضيح موقف المملكة، وربما ردها على تعليقات الرئيس الأمريكي ترامب الذي يتحدث إلى جمهوره الانتخابي مباشرة أو عبر التويتر دون أن يمر - كما هو متبع - في السياسة الأمريكية عبر وسائل الإعلام الأمريكي في البيت الأبيض، أو يكون الحديث الدبلوماسي الذي اعتاد عليه العالم. وهذا نهج جديد يقوده ترامب لإدارة سياسته وإعلامه، فكانت عبارته التي تحتاج إلى الرد والتوضيح قول الرئيس الأمريكي ترامب: ((لن تبقوا أسبوعَيْن دون الولايات المتحدة)). وهذا القول من الرئيس سبق أن أطلقه على دول عديدة مثل اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا، وحتى على دول الاتحاد الأوروبي، وليس فقط السعودية.
لكن حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جاء حديثًا موجهًا للخارج والداخل للتعبير عن موقف السعودية من حديث الرئيس ترامب، وفي الوقت نفسه حديثًا مستفيضًا للداخل على الوضع الاقتصادي، وكيف تسير التنمية السعودية، وما هو مستقبل ونتائج الإجراءات التي تم تنفيذها مؤخرًا، وأيضًا ماذا تحمل لنا سنة 2019م من مشروعات ونتائج.
كان الحوار شاملاً وغنيًّا بالحقائق والأرقام والمعلومات، وخاطب بها الرأيَيْن العامَّيْن (الداخل والخارج)، وجاء على شكل حِزَم وخارطة طريق، وكيف هو حال السعودية الراهن والمستقبلي، التي لا يمكن الفصل بين توجهاتها وسياساتها في الداخل والخارج.. وهو مكاشفة حقيقية مع المجتمع السعودي والأصدقاء حول العالم؛ لذا جاءت توضيحات وردود ولي العهد تخاطب الرأيَيْن العامَّيْن المحلي والدولي بالدرجة نفسها، والوضوح نفسه. ومما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للرئيس ترامب: «لن ندفع شيئًا مقابل أمننا. ونعتقد أن جميع الأسلحة التي حصلنا عليها من الولايات المتحدة الأمريكية قد دفعنا من أجلها. إنها ليست أسلحة مجانية». وقال ولي العهد أيضًا: «ميزانية 2019 زادت عن تريليون ريال لأول مرة بالسعودية، ومعدل البطالة سينخفض حتى يصل إلى 7 % في 2030. وعن نيوم المشروع والمدينة الرائدة على سواحل شمال غرب السعودية ستكون مكتملة في عام 2025. أوباما عمل ضد أجندتنا في السعودية والشرق الأوسط فكنا قادرين على حماية مصالحنا. الاكتتاب في أرامكو في عام 2021، و180 مليار دولار ستدخل صندوق الاستثمارات العامة بعد صفقة سابك واكتتاب أرامكو. استئناف الإنتاج في حقل الخفجي مسألة وقت. لا تزال الحكومة السعودية بحاجة إلى خلق الكثير من الوظائف في مجالات الجيش والأمن والتعليم والأجهزة التي تم إنشاؤها حديثًا. لن يكون هناك أي فرض لضرائب جديدة حتى عام 2030. نحاول التخلص من الإرهاب دون حرب أهلية، ودون إعاقة للتنمية».
هذا الحديث من ولي العهد إجابة عن أسئلة قائمة ومحتملة، توضح للرأيَيْن العامَّيْن الداخلي والخارجي واقع السعودية: السياسي وعلاقاتها الدولية، والعسكري، والاقتصادي، والتنموي.