صيغة الشمري
كعادة ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله- يرسم خطواته بحكمة وحنكة وحزم جعلت منه محل ثقة من قبل جميع الساسة العالميين واستطاع أن يملك قلب الشعب السعودي بشفافيته العالية وحزمه الذي استطاع في فترة وجيزة استعادة العدل ومحاربة الفساد دون هوادة، عندما يتحدث محمد بن سلمان للإعلام فحديثه يتصدر الصفحات الأولى ويصبح حديث الساسة في كل مكان لأنه حديث رجل المنطقة الأكثر مصداقية والأكثر واقعية الذي يضع النقاط على الحروف بشكل حازملا يقبل الجدل أو المواربة بجرأته المعهودة، واصل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فتح الملفات الشائكة وتكلم بصراحة مطلقة في مختلف القضايا المحلية والدولية، بدءًا من رده على تعليقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حديثه عن مستقبل أرامكو، في حواره مع وكالة بلومبيرج الأمريكية، لتتصدر ردوده على صحفيي الوكالة الصفحات الأولى من الصحف في مختلف بلدان العالم طوال الأيام الماضية.
كانت البداية مع رده الواضح الذي لا يحمل معنيين على تعليقات ترامب، حيث قال الأمير محمد بكل ندية إن المملكة لن تدفع مقابل أمنها، وأننا نشتري أسلحتنا بأموالنا، وهو قول رد فاجأ الجميع، ربما حتى الرئيس الأمريكي نفسه، وبحكمة قادة الدول، رفض في الوقت ذاته السماح لهذه التعليقات بالتأثير على العلاقات الإستراتيجية بين واشنطن والرياض مؤكدًا أنه لا يوجد صديق يتحدث عن صديقه بشكل جيد 100 %.
وكان من أكثر النقاط التي تداولتها وسائل الإعلام عن ولي العهد، هي حديثه عن طرح شركة أرامكو، بعد اللغط الذي أثير خلال الفترة الأخيرة حولها، حيث أكد الأمير نية المملكة طرح 5 % من قيمة الشركة التي توقع أن تبلغ 2 تريليون دولار فور طرحها، كاشفاً أن تأخير الطرح جاء لإتمام صفقة استحواذ أرامكو على جزء من سابك، مرجحاً دخول 180 مليار دولار إلى صندق الاستثمارات العامة بعد إتمام صفقة سابك واكتتاب أرامكو.
أما عن الخلاف بين المملكة وكندا، فقد تمسك ولي العهد بحق الرياض في سماع اعتذار من أوتاوا قبل إعادة العلاقات إلى سابق عهدها، خاصة بعدما تدخلت كندا بشكل مباشر في مسألة سعودية داخلية، وهو ما يجعل موقف كندا مختلفًا عن تعليقات ترامب، وعلى هذا الأساس اختلف تعامل الرياض مع كل الموقفين، وهو ما يكشف الحكمة العميقة والوعي بطبيعة التحرك في المجتمع الدولي لدى الأمير الشاب.
ولم يتردد ولي العهد في الكشف عن قيام المملكة بإعادة صياغة إستراتيجيتها للتأكد من وجود فرص وظيفية وتحقيق نمو اقتصادي، وهي صراحة لا يتمتع بها إلا الكبار، متوقعاً أن ينخفض معدل البطالة طبقاً للتعديلات الجديدة حتى يصل إلى 7 % بحلول عام 2030، شكرا سمو ولي العهد على هذا السمو غير المستغرب من أهله.