فهد بن جليد
الحديث الشامل والمطوَّل لسمو ولي العهد -حفظه الله- لوكالة الأنباء الدولية Bloomberg حظي باهتمام عالمي كبير، وسجل أصداء واسعة عبر وسائل الإعلام والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، فقد تنوعت موضوعاته بشكل كبير وتناول ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية عدة، وأجاب على أسئلة مفصلية تهم العالم بأسره خصوصاً في مجال الاقتصاد والاستثمار وأسعار النفط، وعلاقات المملكة مع دول العالم، وهذه ميزة العظماء من القادة المُستعدين دائماً لقول الحقيقة بكل وضوح وصراحة دون أن يخشوا أحداً.
الإجابات الشفافة والحازمة لسمو ولي العهد تنم عن ذكاء وحنكة شديدة، فيها رد حاسم بكل هدوء -بعيداً عن تهييج المشاعر وصراخ الجماهير- بأنَّ السعودية دولة قوية وقادرة بفضل الله وتوفيقه ثم بقيادتها وشعبها المُتلاحمين على حماية نفسها والمُضي قدماً نحو المُستقبل بكل شجاعة ونجاح، مُستشهداً بالتاريخ والأحداث التي أكدت مُنذ الأزل على عظمة بلادنا وثباتها وقدرتها، كلام الأمير يُسطَّر بماء من ذهب ويدل على أنَّ شخصية المتحدث استثنائية، كقائد مُلهم لشعبه وأمته، استطاع اختصار الزمن والجهد لفرض المزيد من المكانة الهامة لبلاده على الخارطة العالمية، لقد كان بحق حوار مهم في توقيته وفحواه.
كعادته كان الأمير محمد مُتسلحاً بالأرقام التي لا تكذب، وهي لغة الأقوياء دائماً، كلما تحدث عن الاقتصاد والرؤية وما حققته وستحققه لبلادنا ومُستقبلها، كما أنَّ اختيار سموه للعبارات البسيطة والواضحة في إجاباته ذات المعنى العميق، تظهر الحقائق بين الحزم والشفافية وتعكس مدى الثقة الكبيرة في النفس والنهج الصائب, والدور الذي تلعبه المملكة من أجل استقرار العالم وتطوره، لقد أجاب سموه بصراحة وهدوء ووضع النقاط على الحروف بكل شفافية، مؤكداً أنَّه يعمل ( كولي للعهد) من أجل ما يصب في مصلحة البلاد والشعب السعودي، وأنَّه سيفعل بقوة كل أمر يخدم السعودية والسعوديين.
وعلى دروب الخير نلتقي.