د.عبدالعزيز العمر
يحلو لي أحيانا أن استخدم التمثيل والتشبيهات عندما أطرح بعض تأملاتي في عالم تطوير التعليم. فعندما أتأمل في بعض الأفكار التطويرية التعليمية يخطر ببالي أحيانا سباق الحواجز، وهي رياضة عالمية شائعة عند الأمم اليوم. في هذا النوع من الرياضة يقفز العداؤون من فوق حواجز متتالية تم وضعها على مسافات متساوية، وهم يفعلون ذلك في أثناء جريهم بسرعة عالية. يثيرني كثيرا مشهد المتسابق وهو يستجمع قواه ليقفز فوق الحاجز تلو الحاجز. قفز الحواجز يتطلب من المتسابق أن يضبط توازنه وأن يحسب بدقه طول خطوته، وأن يختار بدقة اللحظة المناسبة التي تغادر فيها قدميه الأرض ليمرر جسده من فوق الحاجز، ثم عليه أيضا أن يقرر كيف يقوم وبمهارة بإنزال ساقيه نحو الأرض أثناء هبوطه من فوق الحاجز، وبعد ملامسة قدمي المتسابق الأرض يستعيد توازنه ليواصل الجري والقفز من فوق الحواجز التالية، ويستطيع اللاعب مواصلة الجري والقفز حتى ولو لامست أقدامه الحاجز، فالمهم هو أن يقفز اللاعب فوق كل الحوجز التي في مساره. الطريف في سباق الحواجز هو أن ارتفاع حواجز النساء أقل من ارتفاع حواجز الرجال، كما أن مسافة الجرى للمرأة هي أقل من نظيرتها للرجل. هذا التمييز بين الرجل والمرأة في الأداء الرياضي يفترض ألا نجده في الأداء التعليمي، فالمرأة تقف على قدم المساواة مع الرجل عندما نكون بصدد تقويم مستوى الأداء التعليمي لأي منهما، وإذا كان النجاح الرياضي للمتسابق بتحدد بقدرته على تجاوز الحواجز، فإن النجاح التعليمي للرجل أو المرأة يتحدد بقدرة أي منهما على تجاوز المعايير المهنية التي يحددها المتخصصون والباحثون في مجال التعليم. وإذا كان النجاح الرياضي في سباق الحواجز يتطلب من المتسابق تجميع قواه والركض بأعلى سرعة ممكنة، فإن النجاح التعليمي يتطلب بالمثل أن يجمع المتعلم كل قواه مستفيدا من كل المصادر المتاحة ليواصل الركض دون أي تراخٍ.