رقية سليمان الهويريني
ليس جديدًا أن المملكة هي أول دولة عربية أطلقت القمر الصناعي (عربسات) عام 1985م، ولم ينسَ التاريخ هذا الإنجاز. أما الجديد فهو عزم المملكة على إطلاق القمرين (سعودي سات 5) لأغراض الاستطلاع في شهر ديسمبر القادم. أما المدهش فهو أن القمرين الجديدين هما صناعة سعودية بأيدي مهندسين وطنيين.
وتصنيع القمرين كان إحدى خطط رؤية 2030 التي من أولوياتها توطين الصناعات. أما إطلاقهما فهو امتداد لاهتمام المملكة بمجال الفضاء والأقمار الصناعية؛ إذ حرص سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في رحلته الأخيرة لأمريكا على توقيع اتفاقات في مجالات عدة، كان إحداها (البحث والتطوير الفضائي).
وتهدف المملكة من صنع وإطلاق القمرين إلى الريادة في مجال تصنيع الأقمار والفضاء، ولاسيما أن صنعهما واختبارهما تم في معامل ومختبرات مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وقد جاءا وفق المعايير العالمية، وتحت إشراف خبرات وكفاءات عالية في هذا المجال، بدعم متواصل من لدن قيادتنا التي تبدي اهتمامًا كبيرًا في دراسة الفضاء.
ولئن نجحت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في تطوير وتصنيع هذين القمرين فإن التفوق يكمن في أنهما متطوران جدًّا؛ إذ يستمدان طاقتهما من أشعة الشمس وفق معايير عالية من الجودة والكفاءة.
إن الإنجازات السعودية المتتالية في مجالات متعددة تبهج كل مواطن، وتُشعره بالفخر لانتسابه لهذا الكيان العظيم؛ وهو ما يثبت أن الدولة التي لا تشيخ هي الدولة المتقدمة التي تستثمر في العقول، ولا تقف عند منجز واحد مهما كان عظيمًا.
وما الإنجازات المذهلة التي نشهدها كل يوم على أرض الواقع إلا نتيجة الجهود العظيمة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الحكومة في سبيل رقي بلادنا، وتثبت أن ولي العهد - حفظه الله - يسابق الزمن - كما صرح بذلك - لصنع حضارة سعودية، سيخلدها التاريخ، ليس على مستوى الأرض، بل ستعانق عنان السماء كما هي طموحاته التي يرددها دومًا.